كتب يوسف فارس في “المركزية”:
شكلت الفترة السابقة لموعد الجلسة الاخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية في الرابع عشر من الجاري محطة مهمة مفصلية كانت الاطول في تاريخ المراحل الصعبة التي شهدها لبنان، لان مهمتها انحسرت بالعمل على كسب اكبر نسبة اصوات خصوصا من قبل المترددين او حاملي الاوراق البيضاء التي احتاجها كل من المرشحين رئيس تيار المردة سليمان فرنجية المدعوم من الثنائي الشيعي وحلفائهما، والوزير جهاد ازعور مرشح قوى المعارضة والتيار الوطني الحر . وأنهمك الفريقان المتنازعان على الملف الرئاسي بكثير من الاهتمام والحماسة منذ اعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري الدعوة الى جلسة الانتخاب في مشهد لم يسبق ان شهدته الساحة السياسية، لان السناريوهات بدت متسلسلة وموضوعة ضمن خطط خفية غير ظاهرة للعلن وكل فريق كان يبحث في قوة الدفع الاخيرة التي يمكن ان توصل مرشحه الى بعبدا، مع علم الطرفين كما ثبت بالنتيجة، مدى صعوبة ذلك لان الاسس التوافقية غير موجودة فلا رئيس قبل الاتفاق عليه من غالبية المكونات اللبنانية خصوصا بعدما بات الخارج يحض على ان تكون للداخل الكلمة الفصل في الموضوع.
عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطيه يؤكد لـ”المركزية” ان الجلسة الاخيرة لانتخاب رئيس الجمهورية كانت بمثابة الجولة نصف النهائية في المنازلة الرئاسية التي خاضها فريق الممانعة المتبني ترشيح رئيس تيار المردة الوزير سليمان فرنجية والفريق المتقاطع على دعم رئيس دائرة الشرق الاوسط وافريقيا في البنك الدولي الوزير السابق جهاد ازعور والتي، مع معرفة الجميع مسبقا بنتيجتها التي حدت الاحجام السياسية والنيابية، الا انها اكدت وجود كتلة من المستقلين قوامها ما يزيد عن 25 نائبا سيكون لها الكلمة الفصل في الاستحقاق الرئاسي، وتاليا في انتخاب الرئيس الاكثر قدرة على جمع اللبنانيين واعادة بناء الدولة ومؤسساتها التي تعطلت على مر الايام والسنين نتيجة تجاوز الدستور والقوانين.
ويتابع: سيكون لكتلتنا الوسطية العابرة للاصطفافات المذهبية والسياسية عما قريب تحرك في اتجاه سائر الاطراف والقوى المحلية من اجل تحقيق نوع من الالتقاء والتوافق على الرئيس العتيد للبلاد، ولكننا ننتظر الحراك الذي تقوم به فرنسا على هذا الصعيد وانتهاء جولة موفدها الرئاسي الوزير جان ايف لودريان على القيادات اللبنانية للقيام بذلك
وعن دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري بكركي الى تولي الحوار يقول: معه كل الحق في ذلك بعد رفض الاطراف المسيحية التجاوب مع مبادرته. وتكتلنا سيزور البطريرك لمطالبته بتكرار مسعاه الحواري وعدم اليأس لان لابديل عنه لانقاذ لبنان.