IMLebanon

“الثنائي” لن يتخلّى عن فرنجية… فهل من مرشّح ثالث؟

كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:

تجتمع المعارضة على الاستمرار بدعم مرشحها الوزير السابق جهاد أزعور، لكنّها تختلف في مقاربة أي تسوية مقبلة، لا سيما لجهة الذهاب إلى خيار بديل، إذا تجاوب الفريق الآخر وتراجع عن مرشّحه الوزير السابق سليمان فرنجية، وهو ما لا يبدو ممكناً حتى الساعة.

وفي هذا الإطار، تؤكد مصادر مقربة من «الثنائي الشيعي» لـ«الشرق الأوسط» أن التراجع عن دعم رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية ليس واردا بالنسبة للطرفين، وهو ما يبدو واضحاً من مواقف مسؤوليهما التي وإن كانت تدعو إلى الحوار لكنها تنطلق في ذلك من الحوار حول فرنجية، وترمي المعارضة الكرة في ملعبهما، لا سيما في ظل الحديث عن عدم دعوة رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة في وقت قريب.

وبعد مواقف لافتة لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل التي قال خلالها إن جلسة الانتخاب الأخيرة أثبتت أنه لا قدرة لأي فريق على الإتيان برئيس، مشيرا إلى إمكانية التوافق على أسماء أخرى، تؤكد مصادر قيادية في «التيار» لـ«الشرق الأوسط» أنه لا يزال متمسكاً بأزعور حتى الساعة، لكنها تؤكد الانفتاح على خيار ثالث. مع العلم أنه كان لافتاً تمايز «التيار» عن المعارضة التي اتفقت معه على ترشيح أزعور من خلال عدم توقيع نوابه على بيان أعلنوا فيه استمرارهم بهذا الدعم، ومن ثم مشاركة نوابه في الجلسة التشريعية التي أقرّ خلالها زيادة رواتب القطاع العام، وهو ما لاقى انتقادا من قبل أفرقاء المعارضة التي تقاطع معها «التيار» على ترشيح أزعور.

وتوضح مصادر «التيار»: «ماضون في ترشيح مرشح التقاطع إما إلى حين حصول انتخابات وليفز من يفوز، وإما لإجراء مفاوضات للتوصل إلى مرشح توافقي»، لكنها تنتقد في المقابل موقف «الثنائي الشيعي» المتمسك بمرشحه، ويدعو للحوار حوله وهو ما لا يمكن أن يحصل، وتقول: «لا يمكن أن يمد يده إلى الموقع المسيحي ويقول للمسيحيين ما رأيكم، العكس يجب أن يحصل»، وأكدت «إذا تراجعوا عن دعمهم لفرنجية فعندها يصبح من السهل الانتقال إلى مرحلة أخرى للاتفاق على خيار ثالث، لكن ما داموا متمسكين بفرنجية سنتمسك بأزعور».

وفي حين أعلن النائب في «اللقاء الديمقراطي» الذي اقترع نوابه لصالح أزعور أيضا، أنهم منفتحون على طرح أسماء أخرى غير تلك التي اقترحوها في البداية، يتفق كل من حزب «القوات اللبنانية» وحزب «الكتائب اللبنانية» على أن ترشيح أزعور مستمر، لا سيما أنه يعتبر بمثابة «الخطة ب» بالنسبة إليهم، بعدما تراجعوا عن ترشيح النائب ميشال معوض، في حين لا يزال «حزب الله» متمسكا بمرشحه.

وتقول مصادر «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط»: «هناك محاولة لإظهار الفريق المؤيد لأزعور على أنه خاسر على الرغم من الفوز بالأرقام»، من هنا تؤكد أن «على الفريق الآخر التخلي عن أسلوب الفرض لأنه لا يمر لا اليوم ولا غدا».

من جهتها، تؤكد مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط» على أن التقاطع بين المعارضة و«التيار» مستمر لدعم أزعور والعمل على تحصين هذا الفريق، لكنها تضيف «يبقى السؤال هل سيدعو رئيس البرلمان إلى جلسة انتخابية أم لا، هنا يبقى التحدي، خاصة بعدما لمس الفريق الآخر أنه أقلوي فيما المعارضة قادرة على جمع أكثر من 65 صوتا».

وعما إذا كان التواصل مستمراً بين المعارضة و«التيار» لا سيما بعد تصريحات باسيل التي أوحت بالتراجع عن دعم أزعور، تقول المصادر: «لا معلومات أن التيار سيتراجع عن موقفه، وفي كل الأحوال، يبقى السؤال ما البديل بالنسبة لباسيل، حيث إنه ليس وارداً أن يقترع نوابه لفرنجية، وليس هناك أي مؤشر بأن (حزب الله) في وارد التراجع عن فرنجية ليتفق معه».

ومع الحديث عن أهمية الحوار للتوصل إلى حل، وبالتالي الاتفاق على مرشح ثالث، بعيداً عن فرنجية وأزعور، تقول المصادر: «نحن نعتبر أن الخيار الثالث هو أزعور بعدما كان الأول ميشال معوض والثاني فرنجية»، أما عن إمكانية الوصول إلى تسوية ما تقول المصادر «لكل حادث حديث. لسنا مضطرين لأخذ الموقف الآن لا سيما أن أزعور لديه المواصفات المطلوبة، ولا ينتمي إلى أي فريق سياسي».