جاء في “نداء الوطن”:
يصل الى بيروت اليوم الموفد الرئاسي الفرنسي وزير الخارجية الاسبق جان- إيف لودريان في مهمة تتعلق بالانتخابات الرئاسية. وعلى مدى أيام سيجري لودريان سلسلة لقاءات تشمل كل الأطراف اللبنانيين بغية تجميع معطيات عن مواقف هؤلاء وآرائهم في هذا الملف. ويعلم لودريان مسبقاً حجم الانقسام اللبناني حيال الانتخابات الرئاسية، وقد تجلّى بوضوح في الجلسة النيابية الثانية عشرة التي أسفرت عن نتائج غير مسبوقة لمصلحة مرشح تقاطع المعارضة جهاد أزعور في مواجهة مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية.
ويأتي لودريان الى بيروت مستمعاً ومسبوقاً بمحادثات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تناولت الملف الرئاسي في لبنان. وعلمت “نداء الوطن” أنّ بن سلمان أبلغ الجانب الفرنسي أنّ استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان “شأن سيادي لبناني”. وجاء موقف الرياض هذا، ليزيل أي انطباع قد يشير الى أنّ تأييد فرنسا استضافة السعودية “إكسبو 2030″، هو مبرِّر لتأييد المملكة المقاربة الفرنسية للملف الرئاسي اللبناني، كما هي. لكن هذا الانطباع لا اساس له، بحسب المعلومات، التي أكدت أنّ صفحة مرشح الممانعة سليمان فرنجية قد طويت في ضوء نتائج جلسة الانتخابات في 14 الجاري، ولم تعد نقطة انطلاق المبادرة الفرنسية.
وكشف مصدر دبلوماسي في باريس لـ”نداء الوطن” عن أنّ هناك “شبه اجماع” لدى عواصم القرار على إستحالة انجاز الاستحقاق الرئاسي وفق معادلة توافقت عليها باريس سابقاً مع “حزب الله”. وتأتي هذه الاستحالة، بحسب المصدر، نتيجة الاجماع المسيحي على رفض فرنجية. وقال إنّ هذا الاجماع “لا يمكن تجاوزه”. ما دفع بدوائر أساسية مؤثرة في الادارة الفرنسية الى تجاوز الطرح الفرنسي السابق الى أبعد منه، كالذهاب نحو توفير الظروف لحوار وطني يفضي الى سلة من التفاهمات تقوم على تطبيق الدستور بكامل بنوده، ما يؤدي الى خيار رئاسي توافقي من خارج الاصطفافات الحالية.
وأفاد المصدر أنّ لودريان تلقى نصيحة رئاسية فرنسية بالتخلي في محادثاته اللبنانية عن خلفيته كوزير دفاع سابق عُرف عنه الطبع الحاد، واعتماد اسلوب دبلوماسي لرسم صورة أكثر وضوحاً للمشهد اللبناني.