كتبت سمر الخوري في “المركزية”:
في توقيت رئاسيّ محض، جاءت زيارة المفتي الروسي رئيس الجمعية الدينية لمسلمي روسيا الشيخ البير كرغانوف الى لبنان، فأيّ أبعاد ودلالات لهذه الزيارة في هذا التوقيت؟ وهل تحمل الزيارة أبعادا رئاسية؟
صحيح أنّ الزيارة في الشكل حملت طابعا سياسيا، الا أنّ مصادر مقربة من روسيا أكدت لـ “المركزية” أنّ لا أبعاد رئاسية ولا حتّى سياسية، خصوصا أنّ الزائر الروسيّ لا يحمل أيّ صفة سياسية ليتحدّث في السياسة، وعليه وصّفت اللّقاءات بـ “البروتوكولية”، خصوصا أنّ رجال الدين في روسيا لا يتعاطون شؤونا سياسية.
وبعيدا من الزيارة التي تناولت شؤونا دينيّة تحديدا، كشفت المصادر أنّ روسيا تأسف لإطالة أمد الفراغ أكثر في لبنان، رغم أنّه بحاجة لانتخاب رئيس في أسرع وقت ممكن، خصوصا في ظلّ الجو التفاهميّ السائد في المنطقة، والمبنيّ على صفر مشاكل، مع اعادة العلاقات العربية – السوريّة والسعودية – الإيرانية، مشيرا الى أنّ روسيا ترى ضرورة في أن تنعكس هذه الأجواء إيجابا على لبنان، وألّا يبقى لبنان ساحة صراع.
الرئيس “السياسيّ” لا “الاقتصاديّ” هو خيار روسيا في هذا الظرف، اذ ترى روسيا، ودائما بحسب المصادر، أنّ رئيس المرحلة يجب أن يكون منفتحا على الغرب والشرق، وقادراً عبر علاقته التواصل مع الخليج وايران وسوريا لحل المشاكل الآنية في البلاد وتحديدا منها حلّ أزمة اللاجئين وترسيم الحدود ووقف التهريب. فيما الاقتصاديون يجب أن يكونوا مرشحين لرئاسة الحكومة خصوصا أنّ الرئيس لا يمتلك صلاحيات واسعة لتطبيق برامج اقتصادية.
أمّا عن امكانية اجراء أيّ مبادرة روسية دفعا لانجاز الاستحقاق الرئاسي، تؤكد المصادر أنّ أحدا من المسؤولين الروس لن يزور لبنان في المدى المنظور، رغم أنّ قنوات الاتصال مفتوحة مع مختلف الأطراف اللّبنانية، لكن الشغل الشاغل لروسيا اليوم يبقى الحرب الأوكرانية.