Site icon IMLebanon

“طباخ بوتين”… من بائع نقانق الى متمرّد!

سلطت صحف أجنبية الضوء على شخصية زعيم مجموعة “فاغنر” يفغيني بريغوجين، بعد ورود أنباء عن تحركات عسكرية لقواته في مناطق روسية.

وأصبح بريغوجين ثريًا من خلال علاقاته الشخصية مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حيث فاز بعقود مربحة لتقديم الطعام ومشاريع البناء مع الحكومة الروسية، وذلك قبيل القيام بتأسيس مجموعته التي يقاتل عناصر منها في أوكرانيا، وفقا لصحيفة “نيويورك تايمز”.

ونشرت صحيفة “الغارديان” تقريرا مطولا بعنوان “يفغيني بريغوجين.. بائع النقانق الذي صعد إلى قمة آلة بوتين الحربية”.

وجاء في التقرير أنه، في عام 2014، اجتمعت مجموعة من كبار المسؤولين الروس في مقر وزارة الدفاع، مع بريغوجين، وقد طلب أرضا من وزارة الدفاع يمكن أن يستخدمها لتدريب “المتطوعين” الذين لا تربطهم صلات رسمية بالجيش الروسي، وذلك للاستعانة بهم في خوض حروب روسيا.

ولم يحب الكثيرون في الوزارة أسلوب بريغوجين، لكنه أوضح أن هذا لم يكن طلبا عاديا.  وقال لمسؤولي الدفاع: “الأوامر تأتي من بابا”، مستخدما لقب، فلاديمير بوتين، وذلك للتأكيد على قربه من الرئيس.

ويتكهن بعض الذين يعرفون قائد “فاغنر” بأن لا المال ولا القوة كانا العامل المحفز الوحيد له، على الرغم من أنه حصل على الاثنين خلال مسيرته، وبدلا عن ذلك يقولون إنه مدفوع بإثارة المطاردة، والاعتقاد بأنه يحارب النخب الفاسدة نيابة عن أي رجل عادي، والرغبة في سحق منافسيه.

توفي والده وهو صغير، وبعد الانتهاء من المدرسة انضم إلى مجموعة من المجرمين الصغار، وفقا لوثائق محكمة من عام 1981، اطلعت عليها صحيفة الغارديان ونشرت في موقع ميدوزا.

وخلصت المحكمة إلى أن بريغوجين شارك في العديد من عمليات السطو مع هذه المجموعة، في سان بطرسبرغ على مدى عدة أشهر. وحُكم عليه بالسجن 13 عاما، وأطلق سراحه، في عام 1990.

وبعد خروجه من السجن بدأ في بيع النقانق، لكنه كان يضع نصب عينيه هدفا أعلى من ذلك، وكان يعرف كيفية كسب المعارف. وقال رجل الأعمال الذي عرفه في التسعينيات: “لقد كان يبحث دائما عن أشخاص في أعلى المستويات ليتعرف عليهم، لقد كان جيدا في ذلك”.

ولم يمض وقت طويل حتى امتلك بريغوجين حصة في سلسلة من المتاجر الكبرى، وفي عام 1995، قرر أن الوقت قد حان لفتح مطعم مع شركائه في العمل. ثم بدأ في الفوز بعقود لتلبية فعاليات حكومية كبرى من خلال شركة “كونكورد” التي أنشأها في التسعينيات.

وفي عام 2012 ، فاز بأكثر من 10.5 مليار روبل (200 مليون جنيه إسترليني) من العقود لتوفير الطعام لمدارس موسكو، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية، نقلاً عن سجلات من السجل المالي الروسي.

بعد ذلك، ظهرت فرص أخرى لـ “طباخ بوتين” عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في مارس 2014 وتدخلت عسكريا في شرق أوكرانيا بعد فترة وجيزة.

ففيما نفى بوتين أن تكون القوات الروسية النظامية متورطة في أي من الحالتين، كانت قوات فاغنر في الميدان!

ومنذ ذلك الحين، بدأ تدخل تلك المجموعة العسكرية الخاصة التي يرأسها بريغوجين عسكريا في العديد من الدول لاسيما الإفريقية، لتحط رحالها قبل أشهر في أوكرانيا، وهي الساحة التي شقت صفوف القوات الروسية، وأظهرت “تمرد” بائع النقانق.