IMLebanon

ملف الرئاسة… إلى أيلول درّ؟

جاء في “المركزية”:

انقضت مهلة 15 حزيران التي حددها رئيس مجلس النواب نبيه بري لانتخاب رئيس وسقط معها الرهان على كسر “البلوكاج” المستحكم بالملف الرئاسي. لا رئيس في حزيران ولا في تموز، الموعد المفترض لعودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان بعد انجاز مهمته في اعداد تقرير عن المسح اللبناني الرئاسي الشامل الذي اجراه في بيروت الاسبوع الماضي وبعده مناقشته في اجتماع “خماسية باريس” المتوقعة مطلع تموز في الدوحة. كما لا رئيس في آب باعتباره شهر عطلة، وتبعا لذلك، الى ايلول درّ…هذا اذا!

تؤكد اوساط سياسية فرنسية قريبة من “خلية لبنان” في الاليزيه انها حددت ايلول مهلة نهائية لانتخاب رئيس، ذلك ان ثمة استحقاقات اقليمية ودولية لا بدّ من انتظارها، في مقدمها، نتائج المفاوضات النووية الاميركية – الايرانية وتطبيق اتفاق بكين السعودي- الايراني، وتحرك خماسية باريس. الا ان واشنطن وعلى ما يقول عائدون من هناك لـ”المركزية” تستعجل انجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس سريعا خشية تمدد الفراغ القاتل الى المناصب الاعلى، ماليا وامنيا وعسكريا وقضائيا. ويدعو المسؤولون المشرفون على ملف لبنان عن بعد الى تحركٍ اسرع لدفع الاستحقاق قدماً، خشية تداعيات واقع مماثل على الوضع العام في البلاد وتدحرجه نحو فوضى قد تصعب السيطرة عليها في ظل واقع سياسي – حزبي -طائفي بالغ التعقيد.

اما في الداخل، فالامور على جمودها رغم محاولات احداث خرق في جدار الازمة الصلب. وتقول مصادر سيادية معارضة لـ”المركزية” ان معركة رئاسة الجمهورية هي معركة خيار سياسي وليست معركة اسماء كما يحلو للبعض ان يصورها، فيحصر البحث في بعض الاسماء وليس في جوهر الازمة، اي الخيار السياسي، مع ان الجميع يدركون عمق الأزمة وامتداداتها من الداخل الى الاقليم وتدخلاته والتسويات التي تبرم في المنطقة، خصوصا بعدما عزز حزب الله موقعه بعد اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل وبات يمتلك ورقة قوة الى جانب ورقة سلاحه. وتعتبر المصادر ان تجاهل القوى المسيحية جوهر الأزمة يسهم في اطالة امد “الفراغ القاتل”، كما وصفه مسؤول فرنسي مطالبا القوى السياسية باستعجال الاتفاق لانتخاب رئيس، مشيرة الى ان تغيير اي اسم من اسماء المرشحين لن يغير المعطى فحزب الله قادرعلى ان يجعل اي رئيس يختاره النواب مطواعاً بأوراق قوته هذه، وكذلك الحكومة والوزراء. وتبعا لذلك لا بد ان تكون القضية اوسع واعمق وتحويل الاستحقاق من معركة اسماء الى معركة خيار.

المصادر اياها توضح، ان الحزب يتريث في كشف اوراقه في الاستحقاق امام دول الخماسية، لاسيما فرنسا المفوضة من قبلها لانجازه. اذ سبق للحزب، وبالتنسيق والتعاون مع اميركا وفرنسا، ان انجز اتفاق الترسيم البحري بين لبنان واسرائيل الهادف الى ارساء الاستقرارفي المنطقة النفطية الغازية الممتدة من مصر حتى اليونان، وانه لذلك يرفع سقف مواقفه ومطالبه لشرعنة الامتيازات التي حققها بفائض القوة، وتحصيل الثمن الاغلى من الولايات المتحدة الاميركية القادرة على دفع الاثمان.

في هذه الخانة بالذات، تضع المصادر اعلان الرئيس بري في حديثه الاخير ان اميركا تريد قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، عله بذلك يرفع ثمن القبول به ويحضّر بيئة الثنائي لذلك، والا وخلاف ذلك فإنه والحزب قد يسعيان الى حرق ترشيحه.