كشف رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميّل، عن أنه أبلغ الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان ان الكتائب لن تقدم اسم أي مرشح جديد لرئاسة الجمهورية، وأن على حزب الله سحب مرشحه والتوقف عن منطق الفرض الذي يتبعه رافضاً الغوص في عملية اختيار اسماء جديدة وطرحها فيما الفريق الآخر متمسك بخياره، قائلاً:” هذا يكفي لقد قمنا بخطوة وعليه ان يقوم بأخرى”.
واعتبر أن “المعركة التي نخوضها اليوم أبعد من رئاسية ومن الأسماء بل هي لمنع سيطرة حزب الله على البلد اليوم عبر الرئاسة وغداً عبر الحكومة والقوانين وقرار السلم والحرب ونمط حياتنا ووجه البلد مشيراً الى ان الخضوع له في السابق أدى إلى دمار لبنان وافلاسه واليوم نحن امام فرصة حقيقية لوقف هذا المسار الانحداري”.
كلام الجميّل جاء خلال عملية التسلّم والتسليم التي جرت في قسم عين الخروبة بين الرفيقين نعيم الجميّل وملحم الصياح بحضور رئيس الاقليم روجيه ابي راشد ومستشار رئيس الحزب اميل السمرا ورئيس مكتب الطلاب في اقليم المتن أمين بيار الجميّل وحشد من الرفاق والرفيقات ورؤساء الأقسام المجاورة.
وأوضح رئيس الكتائب أنه “بغرض الخروج من الانسداد بعد أشهر على التعطيل بدأنا اتصالات في محاولة لاختيار مرشح قادر على خرق الاصطفافات، وتواصلنا مع كل الأطراف التي ترفض وصول مرشح حزب الله الى رئاسة الجمهورية إلى أن تقاطعنا على ترشيح جهاد ازعور الذي نال 59 صوتاً، بفارق بضعة اصوات عن النصف زائداً واحداً ما يعد انتصاراً كبيراً”.
وسأل: “هل أصبحنا في لبنان اهل ذمة ومواطنين درجة ثانية؟ وهل الفريق الذي يرفض مشروع حزب الله في لبنان من مسيحيين وغير مسيحيين عليه ان يرضخ له ليسيطر على البلد؟ وهذا إذا ما انطبق اليوم على الرئاسة سينطبق غداً على الحكومة وعلى القوانين ونمط عيشنا وكل القرارات التي تتعلق بحياتنا، فهل سنرضخ ام نقول لا ابتداءً من هذه المعركة؟”، مشيراً الى ان “سبب وجودنا في هذا البلد يعود الى ان هناك مجموعات قصدت هذه الأرض منذ آلاف السنين بنيّة الحفاظ على حريتها وكرامتها وثقافتها ونمط حياتها وهذا ما دفعنا الى مواجهة كل محاولة، منذ الاستقلال، لفرض اي هيمنة تغير وجه هذا البلد.
ولفت الجميّل إلى أن “وجود حزب الله كحزب غير مسلّح امر مقبول ويمكن ان نلتقي معه في البرلمان وان نختلف في التصويت على القوانين او نتفق، وان يتمتع بالحقوق التي نتمتع بها ويمارس ناسه الحياة التي نمارسها فيدفعون الضرائب ويلتزمون بالقوانين وهذا هو لبنان التنوع والعيش المشترك الذي نرتضي به، ولكنه اليوم يخالف كل ذلك ويتولى اتخاذ القرارات عنا من رئاسة الجمهورية الى الحكومة الى السلم والحرب وسن القوانين ويستعمل الضرائب التي ندفعها لتنفيذ ما يريد مؤكداً ان المعركة اليوم هي لوقف هذا المسار الانحداري”.
وقال: “في العام 2016 حذرنا من هذا المسار، وربما البعض لم يكن يعلم ما ينتظر البلد إذا ما تم انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية معتبراً ان من صوّت له لم يصوّت للرئيس المسيحي القوي بل لوضع يد حزب الله على البلد، على الرغم من اننا حذرنا صراحة من ان الرضوخ لإرادته سيجعل منه صانع الرؤساء، والمعادلة التي وضعها آنذاك والتي تقول “إما أن تنتخبوا مرشحي او لا رئيس للبنان” ها هو يكررها اليوم”.
وشدد على ان “حزب الكتائب وقف في وجه هذا المشروع منفرداً على الرغم من الحملات التي خيضت ضده ولم يتنازل مرة واحدة عن مبادئه وقناعاته معتبراً:” ان مواقفنا الثابتة نابعة من عدم ارتهاننا لأي جهة وعدم انخراطنا في الفساد وهذا امر يجب ان نفتخر به وبالزر الذي نضعه على صدرنا”.