كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
تحرك لبنان الرسمي على خط النزوح السوري، وقرر في الايام الماضية، وعقب جلسة مجلس الوزراء الاخيرة، رفع مستوى اهتمامه بهذا الملف، فأوفد وزير المهجرين عصام شرف الدين الى دمشق. الاخير، عاد من سوريا مرتاحا، وقد اعرب في احاديث صحافية عن هذا الارتياح.
هو أبدى تفاؤله بإمكانيّة البدء بالخطوات العمليّة لعودة النازحين السوريين من لبنان إلى بلادهم، ووصف زيارته دمشق بـ”الإيجابيّة والموفّقة”، كاشفًا أنّ “الخطوة التّالية ستكون عبر تواصل وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب مع الدولة السورية، لتشكيل وفد لبناني وزيارة دمشق لاستكمال بحث هذه القضية”، معربًا عن أمله بأن “تسير الأمور بشكل جيّد”.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن الثقة معدومة بنظام بشار الاسد وبرغبته باستقبال النازحين السوريين. وهو في نظرنا، تتابع المصادر، يريد ابقاءهم ورقة ضغط يبتز بها الغرب حيث يستخدمهم للمطالبة باعادة اعمار سوريا وبالتطبيع معه، وإلا فإنهم سيبقون قنبلة موقوتة قد يتوجّهون في اي لحظة الى اوروبا والعالم لتعكير أمنهما. حتى اشعار آخر، نحن لا نرى ان دمشق جادة لا في ما قالته للدول العربية ولا لما ابلغته لشرف الدين في خصوص العودة. ولكن لا بأس في ان تمضي الدولة قدما في ما بدأته على قاعدة “لحاق الكذاب على باب الدار”، على حد تعبيرها. اي انه، وفي ضوء ما سمعه وزير المهجرين، يجب ان تستمر الحكومة في إعداد خطة عملية لاعادة النازحين الى بلادهم. هذا ما طالبها به رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الاثنين، حيث اصدر بيانا قال فيه: “على أثر ما سُرِّبَ عن ايجابية أجواء زيارة وزير المهجرين إلى دمشق، والذي تبلّغ من وزير الداخليّة السوري استعداد الجانب السوري تلبية ما يطلبه اللبنانيّون في شأن عودة النازحين السوريين إلى بلدهم، أضحى لزاماً على حكومة تصريف الأعمال وضع روزنامة عمليّة واضحة حول عودة كل النازحين السوريين إلى ديارهم قبل نهاية هذا العام”. واعتبر أنّ “أيّ تأخير من قبل هذه الحكومة في هذا الخصوص، لن يكون مبرَّرًا وبالتالي سيُعتَبَرُ تواطؤ لجهة محاولة توطين اللاجئين السوريين في لبنان”. ودعا جعجع الى “وجوب تحمّل القوى التي تتشكّل منها الحكومة الحالية ولا سيما حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر مسؤوليّاتها ووضع خطة جليّة لعودة هؤلاء النازحين بأسرع وقت ممكن”.
فهل سنرى على ارض الواقع، باصات العودة تنطلق عمليا وبكثافة من لبنان الى سوريا؟ ام ان لقاءات واجتماعات شكلية كثيرة بين وزراء ومسؤولين لبنانيين وسوريين، مطلوب ان تعقد في الفترة المقبلة، ظاهرها “التحضير للعودة”، وباطنها ملء الوقت والتطبيع مع الاسد؟!