كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
حتى في قضية انسانية تُعتبر جرحا مفتوحا نازفا تعاني منه آلاف العائلات من كل الطوائف والمذاهب والمناطق اللبنانية، فضّل لبنان الرسمي عدم إزعاج النظام السوري معتنقا “الحياد” في التصويت لتشكيل لجنة لكشف مصير المعتقلين والمخفيين في سجون بشار الاسد، في الامم المتحدة.. الا ان اللجنة، لحسن حظ “حقوق الانسان” ابصرت النور، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”.
وزيرالخارجية عبدالله بوحبيب حاول تبرير موقف لبنان بالامتناع عن التصويت، غير ان تبريراته حملت ادانة غير مباشرة للنظام السوري وممارساته. فقد اعلن في حديث تلفزيوني في معرض التبرير أن “وجود مليونَي لاجئ سوري يهدد لبنان”، ما يعني ان النظام مستعد لعرقلة مسار عودتهم ولابتزاز لبنان بهم ومعاقبته بهم، في حال صوت مع القرار.. اليس في هذا الكلام ادانة لنظام الاسد؟!
كما ان بوحبيب حسم سلفا ان اللجنة الاممية ستفشل بمهامها، مستطردا ان لبنان مستعد للتعاون مع الآلية التي سيقرّها بيان الأمم المتحدة، متى أقرّت، معتبراً أنّ الأمور بحاجة الى هدوء، فيما قضية المفقودين سيتم بحثها في المستقبل مع سوريا.. فكيف يبت دبلوماسيٌ سلفا بما يمكن ان تحققه او لا تحققه لجنة اممية؟ ثم الم يكن حريا بلبنان ان يصوت مع تأليفها، وان يقوم بما عليه وبواجباته تجاه ابنائه، وإن فشلت اللجنة تكون هي المسؤولة عن فشلها بدل ان يظهر هو بصورة غير السائل عن أولاده؟
من جهة ثانية، الانكى في الموقف اللبناني، بحسب المصادر، هو ان لبنان الرسمي، الذي سكت عن تدخلات حزب الله في الحرب العسكرية في سوريا منذ سنوات، وعن انخراطه فيها بمئات العناصر والمقاتلين، تذكّر اليوم “الحياد”، في مسألة كان يفترض ان يقاربها بإنسانية بعيدا من السياسية، خاصة وأن احد كبار دبلوماسييه ورجالاته، شارل مالك، ساهم في وضع شرعة حقوق الانسان في الامم المتحدة.
المشهد كان مؤسفا، تتابع المصادر، لكن ما يواسي أهالي المفقودين الذين لم يستغربوا تخاذل دولتهم وعدم اهتمامها بمفقوديها، هو ان اللجنة تشكّلت.. ويبقى انتظار نتائجها..