جاء في “نداء الوطن”:
تؤكد مصادر دبلوماسية واكبت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان-إيف لودريان لبيروت، أنها شكلاً ومضموناً، كانت تهدف الى طيّ صفحة الحراك الفرنسي لتسويق ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، والإنتقال الى البحث عن بديل يحظى بقبول لدى غالبية القوى السياسية.
وتتوقف هذه المصادر عند الخلوة التي عقدها لودريان مع قائد الجيش جوزاف عون، لنحو نصف ساعة، ولم يشارك فيها سوى مترجمة لودريان، الذي فضّل إضفاء الطابع الرسمي على اللقاء كي يكون المحضر دقيقاً، غير أنه لم تتوافر أية معلومات داخلية عن مضمون اللقاء.
وتضيف المصادر أنه من المفترض أن يكون لودريان قد عكف على صياغة خلاصات لقاءاته في بيروت، وأطلع الرئيس إيمانويل ماكرون والخلية الدبلوماسية الرئاسية على النتائج، قبل أن يبدأ إتصالاته بأطراف اللجنة الخماسية. وتجرى حالياً إتصالات لترتيب زيارة لودريان للرياض التي تتشارك والدوحة في مقاربتها الملف الرئاسي.
وتتوقع المصادر ذاتها، أنّ عودة لودريان الى لبنان ستكون خلال النصف الثاني من شهر تموز الجاري، حيث يفترض أن يحمل خريطة طريق إقليمية – دولية لمسار إنقاذ لبنان ووضعه على سكة إعادة تكوين مواقعه ومؤسساته الدستورية، إنطلاقاً من إنتخاب رئيس للجمهورية يتمتع بمواصفات اللقاء الثلاثي الأميركي – الفرنسي – السعودي الذي أعلن في أيلول الماضي، كذلك يلتزم مندرجات تفاهمات اللجنة الخماسية، وأهمها التعاون مع المؤسسات الدولية، وفي مقدمها صندوق النقد الدولي لإنجاز إصلاحات ضرورية على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.
وتلفت المصادر الى أنّ الحديث عن مؤتمر حوار يسبق إتمام الاستحقاقات الدستورية لا يلقى قبولاً لدى أطراف اللجنة الخماسية كافة، إنطلاقاً من ان الحوار يجب أن يكون داخلياً ويقتصر على التوافق على آليات إخراج لبنان من أزماته الضاغطة، وكذلك بناء على رفض جميع أطراف اللجنة البحث في الصيغة الدستورية لإتفاق الطائف، لأنّ ذلك سيفتح البازار على مطالب طائفية لا نهاية لها، وسيهدر المزيد من الوقت بدل الاستفادة من التفاهمات الإقليمية والدولية التي يمكن أن تشكّل مظلة للحوار الداخلي بعد انتظام عمل الدولة ومؤسساتها.
من ناحيته، لم يكُفّ “حزب الله” عن الدعوة الى الحوار الداخلي، ما يشير الى أنه يعمل بهدي حسابات خاصة به، حتى وصل الأمر بأحد مسؤوليه، في عطلة الاضحى، الى استعادة خطاب التهكم على خصومه لرفضهم الانصياع لدعوة “الحوار”. وبدا سلوك حارة حريك في الدعوة الى الحوار كأنه بمنزلة “تكليف” يتطلب “التبليغ” من دون الاعتبار بأنّ هناك معطيات لم تتضح بعد في المبادرة الفرنسية.