جاء في “الجمهورية”:
على مستوى الحراك الخارجي تجاه لبنان، فقد شكلت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان آخر محطاته العملية، وكما هو معلوم لم تصل الى اي نتيجة يبني عليها لودريان لإنجاح المرحلة الثانية من مهمته التي عَنونها بنيته تسهيل إجراء حوار بين اللبنانيين لإنضاج حل يُفضي الى انتخاب رئيس للجمهورية.
وعلى الرغم من سيل التكهنات التي سالت على سطح المشهد السياسي في الآونة الأخيرة، وافترَضَت حراكات مباشرة تجاه لبنان، لا سيما من قبل الفرنسيين والسعوديين، الا ان مصادر سياسية موثوقة اكدت لـ»الجمهورية» ان لا معلومات تؤكد وجود اي مبادرات خارجية في الوقت الراهن حول الملف الرئاسي في لبنان. فالاميركيون مُنكفئون عن هذا الملف، ولا حراك مباشرا او غير مباشر من قبلهم تجاه الملف الرئاسي. اما الجانب السعودي فكما هو معلوم، ليس في موقع الضغط المباشر على اي طرف داخلي، بل هو في موقع المُساعد والمُشجّع للبنانيين على انجاز استحقاقهم الرئاسي، الا انه ليس لدى المملكة اي خطة او مبادرة او برنامج تحرّك خاص تجاه لبنان، وما يُشاع عن تحرّك سعودي وشيك في هذا المجال لا يعدو اكثر من فرضيات في غير محلها.
اما الجانب الفرنسي، فأولويته حالياً هي الداخل الفرنسي، ولا شيء آخر أبعد من الحدود الفرنسية. وإذا كان لودريان قد اعلن خلال زيارته بيروت انه عازم على العودة الى بيروت خلال تموز الجاري، فإنّ المستويات السياسية في لبنان لن تتبلّغ حتى الآن ما يؤكد حصول الزيارة او العدول عنها، خصوصاً ان شكوكاً أُثيرَت حولها في الآونة الاخيرة ورجّحت عدول الموفد الرئاسي الفرنسي عن هذه الزيارة.
في هذه الاجواء، ابلغت مصادر فرنسية الى «الجمهورية» قولها انّ الاحداث التي تسارعت في باريس في الايام الاخيرة، من الطبيعي ان تفرض تعديلاً في اجندة الاولويات الفرنسية، التي تتصدرها اولوية مواجهة الاحداث التي شهدتها العاصمة الفرنسية وتداعياتها.
ولم تؤكد المصادر عودة لودريان الى بيروت في المدى المنظور، الا انها لفتت الى ان الملف اللبناني ما زال في قائمة الاولويات الفرنسية، الا انّ المستجدات التي شهدتها باريس، تتطلّب مقاربة حثيثة من الايليزيه والحكومة الفرنسية وصرف الجهد لاحتوائها، وترسيخ الامن والاستقرار في البلاد قبل اي امر آخر».