IMLebanon

ماذا خلفَ دعوة الحزب للحوار؟

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

فرضت المشهدية الانتخابية والسياسية التي حكمت مسار الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية وما افضت اليه من نتائج حققتها الاطراف المتصارعة تغييرا جذريا في قواعد الاشتباك الرئاسي نزعت من خلالها ورقة اللعب بالملف من ايدي ثنائي امل وحزب الله وثبتت موقف قوى المعارضة المتاقطعة مع التيار الوطني الحر وكلمتها في الملف الرئاسي الذي ليس في الافق ما يدل الى ملء الشغور فيه قريبا خصوصا وان المعطيات في شأنه تشي بتحوله الى معركة النفس الطويل المفتوحة على كل المواجهات والاحتمالات مع تأكيد كل طرف من الفريقين المتصارعين بأنه يتمتع بالقدرة على الصمود امامها لفترات بعيدة ولديه من اوراق القوة والضغط التي تدفع الطرف الاخر الى الصراخ اولا . ومن الصعب في هذه الحال التوقع مسبقا من سيصمد اكثر ومن نفسه اطول ومن سيصرخ اولا، غير المواطن اللبناني الذي بات يتطلع الى يد خارجية تدفع بفرقاء الداخل نحو تسوية رئاسية ترتكز الى الخيار الثالث والجامع، فمن دون ذلك يستحيل وقف التدهور ووضع لبنان على سكة التعافي والنهوض.

النائب السابق مصطفى علوش يقول لـ “المركزية”: من الخطأ الاعتقاد ان قوى المعارضة تمكنت من تغيير قواعد الاشتباك اثر النتيجة التي افضت اليها الجلسة الاخيرة لانتخاب الرئيس العتيد للبلاد. حزب الله أو الثنائي الشيعي في رأيي قادر على تأمين الفوز لمرشحه بـ 65 صوتا واكثر في دورة الاقتراع الثانية من خلال الاساليب التي يملكها ويتقنها سواء بالترغيب او الترهيب او حتى بالرشى وشراء الاصوات، لكنه لا يريد ذلك راهنا لذا هو يدعو الى الحوار من اجل اشراك الجميع في تحمل مسؤولية العهد المقبل وعلى كل المستويات السياسية والاقتصادية والمالية كون معالم المرحلة الجديدة في المنطقة لم تتضح بعد من اليمن الى العراق وسوريا واخيرا الاتفاق النووي. في اعتقادي ان لا الموفد الفرنسي جان ايف لودريان ولا غيره قادر على فعل شيء راهنا. المملكة العربية السعودية لديها رؤيتها السياسية والاقتصادية وتعمل على تصفير المشكلات في المنطقة وهي تاليا غير جاهزة للاهتمام بلبنان. قد تساعده ماليا للنهوض من مأزقه لكننا لم نبلغ هذه المرحلة بعد وهذه مسؤوليتنا. الفرنسيون لديهم مصالح اقتصادية في ايران كما في لبنان ويسعون للمواءمة بين كل هذه المصالح، وتاليا الاطراف السعودية والايرانية والاميركية لا تستعجل الوصول الى حل للازمة اللبنانية التي من المبكر حلها اليوم.