Site icon IMLebanon

“الحزب” يردّ على انتهاك السيادة ببيان: أيّ دور لسلاحه؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

نهاية الأسبوع الماضي، ثبتت القوات الإسرائيلية السياج الجديد الذي ضمّ كامل الجزء الشمالي اللبناني من بلدة الغجر المحتلة، إلى الأراضي السورية المحتلة، فارضا امرا واقعا ميدانيا جديدا على الارض حيث أخرج البلدة هذه من نطاق السيادة اللبنانية.

بعد ايام من الصمت عن الحادثة، خرج حزب الله عن سكونه، مكتفيا باصدار بيان الخميس. فقد دعا “الدولة اللبنانية بمؤسساتها كافة، لا سيّما الحكومة اللبنانية، والشعب اللبناني بقواه السياسية والأهلية كافة إلى التحرّك لمنع تثبيت احتلال العدو الإسرائيلي للقسم اللبناني من بلدة الغجر ‏و”إلغاء الإجراءات العدوانية التي أقدم عليها والعمل على تحرير هذا الجزء من أرضنا وإعادته إلى ‏الوطن”. واذ اشار الى ان “قوات الاحتلال فرضت ‏سلطتها بشكل كامل على القسمين اللبناني والمحتل من البلدة وأخضعتها لإدارتها بالتوازي مع فتح ‏القرية أمام السواح القادمين من داخل الكيان الصهيوني”، اعتبر الحزب أنّ هذه “الإجراءات الخطيرة والتطوّر الكبير هو احتلال كامل للقسم اللبناني من بلدة الغجر بقوة ‏السلاح وفرض الأمر الواقع فيها وهو ليس مجرّد خرق روتيني ممّا اعتادت عليه قوات الاحتلال ‏بين الفينة والأخرى”.

بحسب ما تقول مصادر معارضة لـ”المركزية”، ليس تفصيلا ان يقرر حزب الله الرد على اعتداء عسكري اسرائيلي على الأراضي اللبنانية، بمجرّد بيان. ففيما يردد ان سلاحه هدفه الرد على اي انتهاك يقوم به الاسرائيليون للسيادة اللبنانية، برا وبحرا وجوا، الحزبُ لم يستخدم هذا السلاح اليوم، عندما رأى هذا الانتهاك، بل اصدر بيانا فقط.

هذا في الشكل. أما في المضمون، فالحزب أحال مهمة معالجة ما يجري على الارض، الى الحكومة اللبنانية والى الشعب اللبناني، ساحبا نفسه من ثلاثية “الجيش والشعب والمقاومة”. عادة، تتابع المصادر، الحزب لا يستشير احدا في هذه القضايا بل يقرر من تلقاء نفسه، التصرّف. آخر مثال على ذلك، كان ما حصل إبان محادثات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، حين أرسل الحزب مسيّرة الى حقل كاريش. وهذا ايضا ما فعله عندما فتح حرب تموز 2006 وعندما قرر الانخراط عسكريا في الحرب السورية … اي ان الحزب لا يُصدر بيانات ولا يسأل عادة عن موقف او رأي اي مرجع لبناني رسمي، وعندما يرى ان ثمة ضرورة للتصرف، يتصرف.

عليه، واذا كان من تفسير لما فعله اليوم – ولـ”الحكمة” التي تحلّى بها والتي نتمنّى ان تنسحب على كل ادائه فيحترم الدولة وقرارها السيادي، وفق المصادر – فإنه يدل على ان الحزب فعلا، بعد توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع تل ابيب بمباركة اميركية- ايرانية، دخل في هدنة غير معلنة مع اسرائيل مستمرة حتى إشعار ايراني آخر.. عليه، يصبح السؤال عن جدوى سلاحه، مشروعا، تختم المصادر.