أسف النائب والوزير السابق عن حزب الكتائب إيلي ماروني، لما آلت اليه الأوضاع في لبنان بسبب فشل اداء المسؤولين، واعتبر انه لو كان هناك رجال دولة، لكان بإمكاننا انتخاب رئيس جمهورية، صناعة لبنانية، داعيــــا النـــواب الـ 128 الى الحضور للمجلس، وانتخاب الرئيس غير آبهين بالمعطيات الإقليمية أو الدولية، مبديا عدم ارتياحه، انطلاقا من ان الكل ولاؤهم خارج لبنان، وبانتظار إشارة هذا الخارج، مؤكدا انه لو كان هناك دولة او قضاء بكل معنى الكلمة، لأحيل معظم المسؤولين اللبنانيين الى القضاء وإلى السجون، لتفريطهم بالولاء وبالحق الوطني للإنسان اللبناني.
وقال ماروني في تصريح لـ «الأنباء»: منذ فترة طويلة يعيش لبنان في أزمة خانقة تهدد بنيته وكل مؤسساته الدستورية وكل القطاعات، فما من شيء بقي على حاله، وكل المؤسسات الى تحلل وزوال، من صحية وتربوية واجتماعية وأمنية وعسكرية وديبلوماسية، فضلا عن تشوه علاقات لبنان مع الدول العربية والأجنبية، بحيث اصبحت صورته مطبوعة في أذهان العالم كدولة فاشلة. والمسؤولية تقع حتما على المعنيين كافة، الذين أوصلوا لبنان الى ما وصل اليه، من انهيار وتحلل.
وردا على سؤال قال ماروني: ان تجربة الرئيس ميشال عون لم تكن مشجعة على تكرارها بنموذج جديد من خلال الوزير سليمان فرنجية. الجميع يخشى من مرشح أعلن مرارا وتكرارا، ولاءه الى خط الممانعة، وانسجامه المطلق مع حزب الله وسياساته، وكلنا يعلم مدى التدمير الذي ألحقه الحزب بلبنان ومؤسساته. واستدرك قائلا: من حق المعارضة أن تخاف على مستقبل لبنان واللبنانيين، في ظل رئيس على مثال صورة الرئيس ميشال عون، وسياساته في التعاطي مع الملفات الداخلية والخارجية، لكن المعارضة لم تقدم حتى الساعة صورة المعارضة القوية الموحدة القادرة على جمع شمل اللبنانيين ولم صفوفهم، فتارة ترشح النائب ميشال معوض، واخرى ترشح الوزير جهاد أزعور، ثم نسمع من هنا وهناك ومن داخل صفوف المعارضة، عن انتهاء حظوظ أزعور. اننا نسأل أين هو جهاد أزعور من إدارة معركته في الداخل اللبناني، فكل ما نعرفه عنه من خلال وسائل الاعلام، فهو في غياب تام عن الساحة اللبنانية، وهذا يعطي صورة عن عدم الجدية في التعاطي مع ملف الرئاسة وترشيح ازعور من قبل المعارضة، التي عليها ان توحد صفوفها في مواجهة وحدة صفوف الآخرين، وبالتالي تنطلق بمرشح لا تتزحزح عنه، فلا تفرض اسما ثم تعلن انها قابلة للتفاوض.
وعن دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى مؤتمر دولي حول لبنان قال ماروني: «ان البطريرك الراعي هو مظلة أمان للبنان، وساحة أمان وإيمان، لكن بالنسبة للدعوة الى مؤتمر دولي، فدعونا نتساءل، كم من قمة عربية عقدت؟، وكم من مؤتمر وقمة دولية تناولوا موضوع لبنان؟، وأصدروا قرارات دولية لمصلحته، منها ما نفذ، ومنها ما لم ينفذ، نحن مع أي موضوع يتيح الخلاص من القعر الذي أوصلونا اليه، ويعيد بناء مؤسسات الدولة اللبنانية، ولذلك نشد على يدي البطريرك الراعي رغم كل الصعاب، على أمل ان نصل جميعا الى موقف دولي موحد عنوانه انقاذ لبنان بصورة نهائية». وتعليقا على جولة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، قال ماروني: صدمت من عنوان جولة الوزير لودريان، الذي قال انه يبدأ من الصفر. فمنذ انفجار مرفأ بيروت وبدء الثورة، والفرنسيون يتعاطون بالملف اللبنانيين، اضافة الى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي زار لبنان مرتين في شهر واحد، فهو لم ينجح في تأليف حكومة من الأكاديميين وغير الحزبيين، رغم حضوره الشخصي الى الساحة اللبنانية، لكن ما نتطلع اليه، ألا نبقى في الصفر كما اعلن لودريان، وان يتمكن من وضع استراتيجية حلول للأزمات اللبنانية وان يكون هناك ضغوط على المسؤولين الفاسدين، الذين يتلهون بالمحاصصة والمصالح الشخصية، على حساب وطنهم وشعبهم، ونأمل ان يتمكن من احداث خرق ولو بسيطا في السياسة اللبنانية وفي بناء الوطن اللبناني ومؤسساته