جاء في “نداء الوطن”:
حسم الأمر، تنطلق اليوم الامتحانات الرسمية للشهادة الثانوية بكل فروعها، فتقطع بذلك الطريق على كل الكلام الذي يشكّك بإجرائها و»يهوّل» بإلغائها أو تعثّرها.
أنجز الطلاب درس المناهج المخصّصة للامتحانات، وعلى الرغم من الإضرابات التي شلّت العام الدراسي تمكّن أساتذة التعليم الرسمي، بشهادة الطلاب، من إنهاء المناهج المطلوبة وشرحها، حتى أنّ الطلاب نالوا قسطاً وافراً من الوقت للدرس.
أكدت «سارة» طالبة الرياضيات في إحدى مدارس النبطية الرسمية، أنّها أنهت كل الدروس المطلوبة، واطّلعت على المعلومات التي تؤمّن لها النجاح. لم تنجرّ كغيرها للإشاعات «المغرضة» عن الامتحانات، لأنّ إلغاءها «إنهاء لمسيرتها ولمسيرة كل الطلاب التعليمية».
«من دون شهادة، ما في جامعة» هذا ما قاله الطالب «علي» وهو يمضي وقته في استكمال دراسته، غير آبه بكلّ ما يشاع عن إمكانية إلغاء الامتحانات، وأضاف «تسلّمنا بطاقات الترشيح، وأبلغنا أنّ كل الترتيبات للاستحقاق التربوي جاهزة، ما يدحض كلّ ما يقال حول أنّنا غير جاهزين، أو أن الامتحانات قد تطير».
يبدو أنّ الاستحقاق التربوي الرسمي قائم «وكل الاستعدادات اللوجستية أنجزت»، كما قال مصدر تربوي لـ»نداء الوطن»، مستغرباً «الحملة المغرضة التي تشنّ ضدّ الطلاب أولاً، قبل وزارة التربية»، ولفت إلى أنّ قرابة 4 آلاف طالب سيخضعون للامتحانات وسيتوزّعون على 17 مركزاً جهّزت بالكاميرات، وتم تعيين مراقبين ورؤساء أقلام لها.
تتّجه الأنظار، ليس إلى الاستحقاق التربوي المفصلي فحسب، كونه يمثّل جواز عبور لهم إلى الجامعات، بل كذلك الى نوعية الأسئلة، وهل تراعي واقع القطاع التربوي الذي عاش سنة ارتدادية غير مسبوقة؟
وفق المصدر التربوي «الأسئلة ممتازة، تراعي الطلاب الذين لم يتلقّوا كل المناهج التربوية، وكذلك تراعي الواقع التربوي بالإجمال، وعليه ستكون الأسئلة سهلة».
وقد أصدر المركز اللبناني للدراسات دراسة ملخّصها أنّ 79% من طلاب المدارس الرسمية، و52% من طلاب المدارس الخاصة غير مستعدّين لخوض غمار الامتحانات الرسمية، ما طرح جملة تساؤلات عن هدف هذه الدراسة قبل أيام قليلة من الامتحانات الرسمية، وهل هو حضّ الأساتذة على مقاطعة المراقبة، أو التهويل على الطلاب أنفسهم، الذين يحاولون قدر المستطاع الدرس لتخطّي الشهادة بنجاح؟
يتفق الطلاب على أنّهم صاروا مستعدّين لخوض الامتحانات الرسمية، بل يرفضون المسّ بها، لأنّ مصيرهم متعلّق بها، فالإفادة تعني «ما في جامعة واختصاص وتفوّق»، وهو ما ترفضه»تمارا»، طالبة الاقتصاد والاجتماع الطامحة لدرس العلوم الاقتصادية بغية تحليل واقع الاقتصاد اللبناني، والبحث عن حلول جذرية له. وأكدت أنها «أكثر من مستعدّة للامتحان، وأنّ الأساتذة وقفوا إلى جانب كل الطلاب، وزوّدوهم بكل المعلومات المطلوبة، وأنّ النجاح سيكون حليف معظم طلاب المدارس الرسمية».
وعلّق مصدر تربوي «إنّ الهدف من الدراسة هو «شوشرة» الطلاب في آخر لحظة، وهو أمر مرفوض كلّياً»، وسأل عن الغاية من طرحها «في هذا التوقيت الحساس». وقال «إنّ «الترمينال» خط أحمر ممنوع المساس بها، وهذه معركتنا التربوية ولن نحيد عنها، بل سنعمل بكل ما أوتينا من قوة للحفاظ على القطاع التربوي».
إذاً، صافرة الإمتحانات تنطلق اليوم، فهل فعلاً تكون الأسئلة ممتازة، كما وعدت الوزارة الطلاب؟