Site icon IMLebanon

ضمانة إسرائيلية للاستكشاف النفطي جنوباً

كتبت ميريام بلعة في “المركزية”:

توجّهت الأنظار في الفترة الأخيرة إلى الحدود الجنوبية حيث التوتر الأمني وصل إلى حدود التهديد المتبادل بالحرب، الأمر الذي تلقفته السلطة السياسية المحلية واستدعت الالتفاف عليه عبر الدعوة إلى ترسيم الحدود البريّة بين لبنان وإسرائيل بعد إنجاز الترسيم البحري “بنجاح”…

لكن ما تطابق في الأمس على “حسابات الحقل”، لن يتطابق اليوم على “حسابات البيدر”، في ظل فراغ موقع رئاسة الجمهورية وما يواكبه من مواقف عالية السقف للأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله من جهة وللقادة الإسرائيليين من جهةٍ أخرى… لكن النقطة المشتركة هنا، هي الكلام عن عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين ربما إلى الساحة الإقليمية لتعبيد الطريق أمام الترسيم البرّي البالغ التعقيد… حتى الاستحالة.

لكن السؤال المطروح في الغضون، عما إذا كان الترسيم البرّي في حال فشله أو التصعيد الأمني المرتبط به، سينعكس سلباً على مضامين اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل وبالتالي على عمليات الحفر والاستكشاف فالتنقيب؟!

الخبير في مجال النفط الدكتور ربيع ياغي يشدد عبر “المركزية”، على “وجوب الفصل بين عملية الترسيم البحري التي اُنجزت للمنطقتين الاقتصاديتين الخالصتين للبنان وإسرائيل برعاية وضمانة أميركية، وبين ملف الحدود البريّة التي لم يتم ترسيمها بعد وامتدادها الإقليمي البحري البالغ نحو 12 ميلاً بحرياً الذي أُدخل فيه موضوع الطفافات… هذا الملف لم يتم الاتفاق عليه حتى اليوم، إذ يعتبر لبنان أن حدوده البرية والبحرية هي كما تم ترسيمها منذ العام 1923 ثم تأكيدها عام 1949. فالخط الأزرق ملتزم بهذه الحدود… إنما هناك نقاط خلافية أساسية لا سيما النقطة B1 البريّة الواقعة في رأس الناقورة والتي على أساسها تتحدّد الحدود الإقليمية البحرية والحدود البرية أيضاً، فهي نقطة الارتكاز. وهنا لا يزال الخلاف قائماً حولها بسبب دخول إسرائيل على هذه النقطة وقضم نحو 35 متراً من حصّة لبنان”.

ويذكّر في السياق، بأن”خلال عملية التفاوض بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، تم طرح إضافة ترسيم الحدود البريّة دفعة واحدة، لكن في نهاية الأمر تم الفصل بين الملفين وانتهى الاتفاق فقط على ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين”.

من هنا يؤكد أن “مهما حصل في شأن ملف ترسيم الحدود البريّة، لن يكون له أي أثر سلبي في ما بعد على الأنشطة البترولية في المنطقة الاقتصادية الخالصة وتحديداً في البلوك 9″.

وعن مدى تأثير التوتر الأمني الذي يحدث بين الحين والآخر، على عملية الحفر المتوقعة منتصف آب المقبل فالاستكشاف وصولاً إلى التنقيب، يقول ياغي: إن عملية الحفر والاستكشاف تبعد في حدود 100 كلم عن البرّ… فمن الناحية الميدانية، تبعد الأنشطة البترولية المتوقعة في البلوك 9، مسافة كافية عن البرّ. الاستثمارات بمليارات الدولارات، وبالتالي لما كان الفرنسيون أقدموا على هذه الخطوة لو لم يحصلوا على ضمانات أو ربما أبرموا اتفاقاً ضمنياً مع الجانب الإسرائيلي الذي يستفيد من عملية الاستكشاف التي ستحصل في هذا البلوك.

…”لا أرى من هذه المناوشات الأمنية على الحدود الجنوبية سوى رسائل متبادلة فقط لا غير، في إطار استعراض القوة” يختم ياغي، و”لن تؤثر في رأيي نهائياً على انطلاقة عملية الاستكشاف أواخر شهر آب المقبل، وما يتبعها إن شاء الله من نتائج إيجابية ثم عملية التقييم والتعمّق أكثر في الحفر”.