كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية”:
بين مهمة عراب ترسيم الحدود البحرية آموس هوكشتاين الموكل اليه أخيرا ترسيم حدود البر بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي مسبوقة بالعمل على تبريد الوضع المتأزم على هذه الحدود، وبين مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي تنكب مهمة رعاية حوار لبناني – لبناني يسود الترقب والأمل أن تؤول هاتان المهمتان الى التفاهم على رئيس جديد للجمهورية.
وظاهر الأمور أنه لا تناقض ولا تنافس بين الموفدين الأميركي والفرنسي، فهوكشتاين آت في ذروة اشتباك نظري بين خيمة ««حزب الله» في مزارع شبعا، وبين الجدار الاسرائيلي حول النصف اللبناني من بلدة الغجر، فهل يكون هذا المدخل المناسب لترسيم الحدود البرية المتعددة القياسات والمسافات؟ أما لودريان فعائد بأفكار حوارية تقليدية، الجديد فيها إمكانية أن تكون على طريقة المراسيم الجوالة التي استخدمت في لبنان في زمن التأزمات الحكومية وبطرح اللجوء اليها الآن، في زمن الممانعات الحوارية وتكون إما عبر «الزووم»، أو من خلال تنقل لودريان حاملا آراء المتحاورين إلى بعضهم البعض.
بالمقابل، دعا البرلمان الأوروبي الى نزع سلاح الأحزاب المسلحة بشكل غير قانوني، وبما يعرقل العملية الديموقراطية ويشرع سياسة الإفلات من العقاب، مبديا الأسف لعدم انتخاب رئيس للجمهورية وتأجيل الانتخابات البلدية، ودعا الحكومة للقيام بإصلاحات ومعاقبة معرقلي الانتخابات، وكل من يعوق التحقيق الداخلي بانفجار مرفق بيروت، داعما القاضي طارق البيطار في تحقيقات انفجار المرفأ، وهنا مؤشر على تبني الاوروبيين مطلب السياديين في لبنان الذين يرفعون شعار «دولة واحدة لا دولتان» و«جيش واحد لا جيشان»، لكن يبقى مصدر ارتياب بعض الاحزاب يكمن في الفقرة 15 من البيان، التي تدعو إلى تمويل بقاء النازحين السوريين في لبنان.
من هنا الاعتقاد بانعدام التقارب او التلاقي بين مهمة كل من الأميركي هوكشتاين والفرنسي لودريان اللذين يلتقيان عند خدمة المصالح والسياسات الظاهرة لبلديهما، والمستترة، في لبنان والمنطقة.