Site icon IMLebanon

لودريان ينقّب عن حل مفقود

على مسافة أيّام من وصول الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف لودريان، تجتاح المشهد السياسي موجة من التكهّنات حول مهمته في بيروت؛ بعضها يعلّق عليها الأمل بانفراج ممكن، بوصفها محصّنة بهيبة الايليزيه، ومنسقة ما بين دول الاجتماع الخماسي. وبعضها الآخر يقاربها بكونها مهمّة شبه مستحيلة، ويشكّك في نجاح لودريان في في اقناع الشتات السياسي اللبناني بكسر صخرة التعطيل والتوافق على رئيس للجمهوريّة. وبعضها الثالث يقاربها كمهمة فاشلة حتما ما لم تكن محصّنة من راعيها، أو رعاتها، بعوامل وآليات إنجاحها.

بمعزل عن تلك التكهنات والتخيلات، وعما يحمّله لودريان في جعبته، كشفت مصادر مواكبة للحراك الفرنسي لـ”الجمهورية” أنّ “الموفد الرئاسي الفرنسي ليس آتيا للسياحة والنزهة في لبنان، بل هو آتٍ في مهمّة على درجة عالية من الاهمية، وما بعدها لبنانيا، ليس كما قبلها، حيث على نتائجها يتحدّد المسار اللبناني نحو واحد من اتجاهين؛ الأوّل في اتجاه الانفراج واعادة انتظام حياته السياسيّة بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة في القريب العاجل”.

واضافت: “أما الثاني ففي اتجاه الإقامة الطويلة الأمد على رصيف الانتظار والتخبط باحتمالات سلبية على كل المستويات، ريثما تنشأ ظروف استيلاد فرصة جديدة. علما أن كلّ المؤشّرات الخارجية تتقاطع عند حقيقة أنّ لبنان بالكاد يجد له مكانا في اجندات الأولويات والاهتمامات الدولية”.

وأكد المطلعون على الاجواء الفرنسية أنّ باريس قد وضعت كلّ ثقلها في مهمّة لودريان وتأمل أن تسري في الهشيم اللبناني، بوصفها الفرصة الخارجيّة الوحيدة المتاحة حاليّا لإنضاج حلّ يضع لبنان على سكّة الخروج من أزمته، إلا أنّ قراءة الوقائع الداخلية تؤكد أنّ الأكثر ترجيحا حتى الآن هو الاتجاه الثاني، ذلك انّ هذه مهمّة لودريان بما تحمله من رغبة في اطلاق حوار لبناني حول رئاسة الجمهورية، اشبه ما تكون بالتنقيب عن حل مفقود، ومحفوفة بصعوبات من كلّ جوانبها، حيث تترصّد لها مكوّنات سياسية مفخخة بكلّ ما يعمّق الإفتراق والإنقسام ويرسّخ التطبيع مع الفراغ في رئاسة الجمهوريّة وشلل الدولة ومؤسساتها.

وهذا يفسّر أنّ الدّاخل السياسي لا يبدو متحمّسا لمهمّة لودريان، وتؤكّد ذلك أجواء الأطراف المعنيّة بالملف الرئاسي، وتناقضاتها التي تشكّك مسبقا بجديّة وجدوى أيّ حوار في ما بينها.