Site icon IMLebanon

الحوار وازدواجية جبران باسيل

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع منذ لحظة الشغور الاولى، ولا يزال، رفضَه فكرة “الحوار للإتفاق على اسم رئيس الجمهورية العتيد”، وهو يصر على اهمية التقيد بالدستور والذهاب مباشرة الى البرلمان وخوض المنافسة الديمقراطية تحت قبته، وفي دوراتٍ متتالية الى ان ينال شخص ٦٥ صوتا.

وبنبرة حاسمة، وعشية اجتماع الخماسي الدولي اليوم وعودة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت الاسبوع المقبل، قال جعجع: في موضوع الإنتخابات الرئاسيّة، المسألة لا حلين لها وإنما حل واحد وبكل صراحة “ما يعزبوا قلبن” وليتوقفوا عن الإنتظار والاستجارة بفرنسا والذهاب إلى قطر والقاهرة والعودة بعدها إلى لبنان، لهذه المسألة حل واحد بسيط طبيعي منطقي دستوري وهو أن يقوم النواب بمجلس النواب بانتخاب رئيس. واستطرد “كانوا يقولون أن ميزان القوى في مجلس النواب لا يسمح بانتخاب رئيس، ومن هذا المنطلق أسأل كل من عطلوا نصاب جلسة 14 حزيران، لماذا خرجتم من الجلسة إن كان صحيح ما تدعونه بأن ميزان القوى لا يسمح بانتخاب رئيس”؟ وأردف: ما أعدكم به هو أننا مستمرون حتى النهاية ولن نقبل أبداً بحلول “خنفشاريّة” ولن نلوي تحت ضغط الأزمة التي يتسبب بها الفريق الآخر، فهذا هو منهاجه يتسبب بالأزمة ولا يهمهم ما يتكبده الناس والرغيف والليرة وجل ما يهمه هو أن نتراجع تحت ضغط الأزمة لنعطيهم ما يريدونه إلا أن هذه المرّة لن نتراجع أبداً، وأقول هذا لكي أكون واضحاً ولكي يعرفوا تماماً إلى أين هم ذاهبون، الوارد فقط هو أن نذهب إلى مجلس النواب ونعقد دورات انتخابيّة متتالية إلى حين انتخاب رئيس وأؤكد هنا أنه في جلسة 14 حزيران لو لم ينسحب منها “فريق الممانعة” لكان لدينا رئيس اليوم”.

في مقابل هذا الوضوح، رئيسُ التيار الوطني النائب جبران باسيل “مع وضد” الحوار في آن معا. بعد ان نادى به لأسابيع، قال امس: على فكرة، اي تدخل خارجي مرحّب فيه ليساعدنا، ومرفوض اذا بدّو يفرض علينا خيارات لمصلحته؛ واي حوار مرغوب اذا من وراه نتيجة سريعة، ومرذول اذا كان لإضاعة الوقت وما كان مربوط باجندة واضحة وبزمن محدّد والأهمّ بجلسة انتخاب بنهايته شو ما كانت نتيجته… اذا نجح، الجلسة بتجسّد التفاهم، واذا فشل، فديمقراطية التصويت بتحسم الخلاف…

هذه الازدواجية لا تفسَر الا من زاوية واحدة، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. رئيس الفريق البرتقالي مع الحوار اذا كان سيجعل حزبَ الله يتخلّى عن مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، امام رفض الاغلبية النيابية للاخير، واذا كان سيجعل الحزب يسير معه هو (اي مع باسيل) في اختيار مرشح مُرض للتيار. لكن اذا كان هذا الحوار سيثبّت فرنجية كمرشح للثنائي الشيعي او سيفضي الى انفتاح على مرشح ثالث يُرجَح ان يكون قائد الجيش العماد جوزف عون، الذي تؤيده قطر بوضوح والذي قد يُطرح اسمُه اليوم في اجتماع الخماسي في الدوحة، فإن هذا الحوار مرفوض ولا يرغب به باسيل.

الاخير يواصل اذا سياسة مهادنة الحزب والاصرار على الوقوف عند رأيه وقد استأنف حتى الحوار الثنائي معه، الا انه في المقابل يبتزه بالعودة الى الالتصاق بالمعارضة وبالمطالبة بجلسات انتخاب، اذا لم يقدّم له الحزب ما يعجبه انتخابيا.. وباسيل يتقن هذه اللعبة، تختم المصادر.