IMLebanon

خماسية باريس “كلٌّ يُغني على ليلاه”!

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

تبدو الساحة السياسية في لبنان محكومة بجمود تام القى بالملف الرئاسي في محطة انتظار حوار لا معالم بعد لانعقاده بين مكونات متصارعة. بعضها حسم أمره برفضه وبعضها الآخر يريده لتحقيق غايته وذلك وسط ترقب للخطوة التالية للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي لم يستطع في جولته الأولى أحداث خرق في الانسداد الرئاسي وان أدّت إلى فضح المستور من التباينات العميقة بين المكونات السياسية التي قد يهدد استمرارها الوضع الأمني خصوصًا وأنّ التواصل الداخلي مقطوع بين اللاعبين السياسيين، فكل فريق متمسك بمواقفه حتى التشدد وحظوظ قيام حوار للتوافق على مرشح لرئاسة الجمهورية لا يشكل استفزازًا وتحديًا لأي طرف معدومة. ووفق هذه المعطيات فإنّ لودريان يعمل بجهد على خطته الإنقاذية، لكنّه يواجه العديد من المطبات والمعوقات التي يريد تذليلها وهي تؤخر عودته إلى لبنان خلال الشهر الجاري فعرضها يحتاج الى مقاربة حثيثة للوضع اللبناني وأكثر من محاولة لاحتوائه.

الوزير السابق فارس بويز يقول لـ”المركزية”: لا شكّ في أنّ المرحلة الراهنة في لبنان محكومة بالركود والجمود وأنّ الوضع في البلاد يتدحرج نحو الاسوأ على كل الصعد والمستويات. والأمل بنجاح فرنسا في تحقيق خرق في الملف الرئاسي ضئيل جدًا. كان يفترض فيها أن تلعب دور الوسيط النزيه العادل وهي أدركت ذلك أخيراً إثر تبنيها مرشح فريق دون آخر، وعادت تاليًا إلى إعلان عدم انحيازها إلى أي من الفريقين المتنافسين ولكن ذلك جاء متأخرًا. إضافة، لم يعد لها في لبنان ذاك النفوذ السابق فهي لا تمون على أحد لتدفعه إلى السير بالمخرج الذي تعده ولتقف في وجه المرشح جهاد أزعور المقبول أميركيًا.

كذلك على المستوى الداخلي لكل فريق مشروعه ورؤيته لانتخاب رئيس الجمهورية ولم تتكوّن لدى الجميع بعد رؤية موحدة، وفي ضوء ما اسفرت عنه جلسة الانتخابات الأخيرة، تبين أن لا قدرة لاحد على الاتيان بالرئيس الذي يريده. هناك من لا يزال يحلم بتغيير النظام وآخر بتعديلات دستورية وآخرون يريدون رئيسًا على قياسهم يحمي مصالحهم، ويراهنون على المتغيرات الاقليمية.

أمّا بالنسبة الى اللقاء الخماسي خصوصًا إذا ما أضيفت إليه ايران، فكل واحد بتوجه ورأي ويحتاج لمن يجمع بينهم. السعودية تلعب ورقة الحياد وتصفير المشكلات في حين تعكس التوجّه الأميركي بينما إيران تريد من كل ذلك تحقيق مصلحتها نوويًا وماليًا. وكما هو مطلوب لبنانيًا استخراج قاسم مشترك حول ملء الشغور الرئاسي كذلك بالنسبة إلى اللقاء الخماسي يفترض توفير موقف جامع من الحلّ اللبناني. لذا الخلاصة أن لا مخرج بعد للازمة اللبنانية وكل الاسماء المطروحة للوصول إلى بعبدا غير جدية”.