Site icon IMLebanon

بين “التيار” و”الحزب”… ملف رئاسي وأكثر!

كتبت يولا هاشم في “اللواء”: 

بعد غيمة الصيف التي خيّمت على العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله إثر ترشيح الأخير رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى رئاسة الجمهورية، كسر اللقاء الذي جمع رئيس «التيار» النائب جبران باسيل بمسؤول وحدة التّنسيق والارتباط في «الحزب» وفيق صفا الجليد، وترددت معلومات عن عقد أكثر من اجتماع بين الرجلين، ووُصِفت المشاورات بـ»البدايات المشجّعة» فيما خصّ الملف الرئاسي.

وبالتالي، يبدو ان حزب الله دخل في مسار تفاوضي طويل مع التيار تمهيداً للوصول إلى الاتفاق على عناوين المرحلة المقبلة وإطار الاتفاق قبل اجتماع باسيل مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، وفق أوساط سياسية قريبة، بعدما كان الرئيس ميشال عون وباسيل يفضّلان أن تنطلق المفاوضات برعاية عون والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. إلّا ان باسيل «كبّر حجرو»، كما تقول أوساط سياسية قريبة من الضاحية، لذلك لا جديد في المفاوضات.

مصادر مقرّبة من «حزب الله» تؤكد لـ«المركزية» ان العلاقة لم تنقطع بين «التيار» و«الحزب»، و«لطالما كانت هناك اختلافات بيننا. لسنا حزباً واحداً وبالتالي تختلف وجهات النظر، وأهمية المحافظة على العلاقة تكمن في التقارب بحدّ ذاته بين المكونات السياسية في لبنان. هذه الاهمية لا تُلغى بين لحظة وأخرى أو بمجرد الإدلاء بتصريح معيّن، بل بالعكس من المهم أن تتم المحافظة على العلاقات بشكل مستمر. هناك فترات تفتر فيها العلاقة، ففي النهاية لكل طرف رأيه وليس هناك من رأي موحّد. قد يصبح هناك تضارب مؤقت في المصالح، لكن الجميع يعود ويعرف ان الأمور ربما غير ناضجة للتقارب الآن أو للبحث بأمر معين، لكن لاحقاً قد تنضج وينفتح أفق آخر. من هنا أهمية الإبقاء على العلاقة حتى يحين وقت معين نعيد فيه حساباتنا بطريقة معينة بحسب المعطيات الموجودة». ونسأل: «هل بإمكاننا أن نبقى متمترسين خلف آراء معينة وموقف معيّن؟» بالطبع لا. لذلك، من المهم أن تكون الأبواب مفتوحة وأن تبقى شعرة معاوية موجودة لا نقطعها. أنبني على المستقبل؟ لا أحد يعلم. لكن الآن مع أفق الرئاسة شبه المقفل، فإن لهذه الخطوة دلالاتها الجيدة والمشجِّعة بلا شك. ليس من الخطأ أن نبني على آمال، نتمناها بكل تأكيد، وأن يصار الى استكمال هذه الخطوة بخطوات أكبر، لكن كل ما يحكى استباق للأمور.

وتشير المصادر الى ان الجميع يعلم ان موقف «التيار» يمكن أن يغيّر المعطيات بشكل كبير. عندما كنا ننتخب في الجلسة الأخيرة، لو اصطف التيار إلى جانبنا لكان لدينا اليوم رئيس، وبالتالي هذه هي أهمية الـ51 صوتاً، وليس أهمية الفريق الذي انضم إليه تيار وازن ولم يتمكن من الحصول على الأصوات المطلوبة. التيار كان يعلم ان الفريق الآخر لن يتمكن من تأمين الاصوات ولكنه يسجل موقفا معينا. لكننا لن نستبق الأمور».

وعن المعلومات التي تتردد عن ان باسيل طالب بالقبول بلائحة مطالب قبل أن يدرج اسم سليمان فرنجيه على لائحة مرشحيه، ومنها أن تحصر به تسمية قائد الجيش وحاكم مصرف لبنان، ورئيس مجلس القضاء الأعلى، ورئيس الصندوق السيادي وان يكون له حق الفيتو في التعيينات الإدارية للمراكز المسيحية وغيرها، الأمر الذي اعتبرته الضاحية شروطا تعجيزية. هنا تقول المصادر: «هذه الأمور للمفاوض الذي يجلس مع الوزير باسيل. هذه أوراقه وهي غير مكشوفة لا لنا ولا لغيرنا. وهذه تكون ربما مادة للتقارب ولتقييم الأمور لجهة المصلحة المشتركة. ليس من المعقول أن ندخل في حوار مع جهة مسيحية مهمة ونطلب منها فقط مجرد انتخاب شخص نريده، لأنه مناسب للمقاومة وللبنان من وجهة نظرنا. كلا، علينا أن نرى الى أي درجة يمكن أن نؤمّن لهذا الطرف أجزاء من المصلحة التي تجعله يقبل بعرضنا. قد لا تكون مصلحة كبرى لكن على جزء لا بأس به من الحقوق، خاصة وان البلد يحتاج أن نتخذ خطوة كهذه، في ظل الشغور الذي يدمر البلد. تحصيل بعض الأمور يعني ان لهذا الفريق وجودا في البلد. عدم وصول رئيس من التيار لا يعني اننا عزلنا التيار ولم يعد له وجود بل بالعكس له وجود وهو ناخب أساسي ومكوّن فاعل. لذلك، من المؤكد أن يكون هذا الأمر مطروحا في بنود التفاوض والحوار. حتى نحن لا نعرف تفاصيلها حرصا على أهميتها. ولا يمكن حرقها في الإعلام»، تختم المصادر.