كتب عمر حبنجر في صحيفة الأنباء:
انعقدت في الدوحة أمس أعمال «اللجنة الخماسية لأجل لبنان»، بمشاركة ممثلين عن الولايات المتحدة الاميركية والسعودية ومصر وقطر وفرنسا صاحبة الدعوة الى هذا اللقاء، ممثلة بالموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان.
وانتقل من بيروت الى الدوحة، تباعا، السفيرة الاميركية دروثي شيا والسفير السعودي وليد بخاري، كما انتقل من باريس الى قطر سفير مصر في فرنسا علاء يوسف، في حين يمثل قطر محمد بن عبدالعزيز بن صالح الخليفي.
اجتماع قطر هذا هو الثاني من اجل الاستحقاق الرئاسي في لبنان، الأول كان في مايو 2008، وضم القيادات اللبنانية برعاية عربية، وانتهى الى تبني انتخاب الرئيس ميشال سليمان.
وتفاوتت التوقعات حول مخرجات اجتماع أمس بين التوصل إلى إحداث خرق في الجدار الرئاسي المسدود، وتحريك هذا الملف بخيار ثالث.
وتقول المصادر المتابعة في بيروت لـ«الأنباء» انها لا توافق على المبالغة في الرهان على اجتماع «الخماسي» لسبب بديهي، وهو ان العراب الفرنسي لو كان واثقا من نجاح حراكه عبر هذه اللجنة، لكان دعا الى اجتماعها في باريس أو أعلن نجاحه دون حاجة لهذا الاجتماع.
وتوقعت المصادر أن يطرح المجتمعون، المشكلات اللبنانية بأبعادها السياسية والدستورية والاقتصادية، ثم يتفقون على عقد اجتماع آخر في عاصمة عربية أخرى.
وفي تقدير المصادر ان اصل المشكلة هو في الخيارات الخارجية للحلول في لبنان، وما التعارضات الداخلية التي تأخذ طابع «الممانعة» من جهة و«المعارضة» من الجهة المقابلة، الا انعكاس لما يدور داخل محاور «الخماسي» وتحديدا بين الاميركيين والفرنسيين حول الدور والخيار والمراعاة الفرنسية للجانب الإيراني.
وحول خيار الحوار الذي تتبناه باريس ومعها «الثنائي الشيعي»، قال رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل ان اي حوار مرغوب اذا كانت نتائجه سريعة، ومرذول اذا كان لإضاعة الوقت، ولم يكن مرتبطا بأجندات واضحة وبزمن محدد، والأهم: بجلسة نيابية لانتخاب رئيس الجمهورية.
مصادر «التيار الوطني الحر»، التي تتوجس من نتائج اجتماع الدوحة، تخشى أن يتحول المجتمعون عن المساعدة على ايجاد الحلول الى العمل على فرض الحلول. وتساءلت القناة «البرتقالية»، الناطقة باسم «التيار» عما سيطرحه الموفد الرئاسي الفرنسي لودريان على اللبنانيين مادامت الأجوبة معروفة قبل أن يأتي.
وواضح ان مواقف الفرقاء اللبنانيين على حالها، فالثنائي الشيعي ممثلا في «أمل» و«حزب الله» يؤيد الحوار، لكنه يتمسك بترشيح سليمان فرنجية، والمعارضة الممثلة بالقوات اللبنانية وحزب الكتائب والنواب التغييريين او السياديين على دعمهم للمرشح جهاد ازعور، مع ابقاء الباب مفتوحا امام المرشح الثالث، فيما «التيار الوطني الحر» الذي تقاطع مع المعارضة في دعم ازعور، عاد ليجد نفسه ومصلحته في صف التحالف مع «حزب الله»!
وعلى هذا فإن المصادر المتابعة ترى أن اجتماع الدوحة سيراوح رئاسيا فيما الحراك الفرنسي يترنح.
وتبدو «القوات اللبنانية» في هذه الأجواء، وقد تساءلت في موقفها اليومي أمس، عما اذا كان مصير اجتماع «اللجنة الخماسية»، سيكون على غرار اجتماعها منذ اشهر في باريس، اي صفر نتائج حيال الازمة الرئاسية في لبنان؟ والسبب برأي «القوات» هو اصرار فريق «الممانعة» على فرض مرشحها سليمان فرنجية خلافا لميزان القوى النيابية.