كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
حرّك حزب الله فجأة الأمور على الضفة الجنوبية. بينما خطوط الانسحاب والخط الازرق، محددة منذ سنوات في هذه المنطقة الجغرافية، وتحديدا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وفي الغجر، نصب حزب الله خيمتين له في هذه النقطة.
الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله قال في كلمة ألقاها في ذكرى حرب تموز منذ ايام، إن “ما يجري الآن على الحدود ليس ترسيماً برياً مع كيان العدو، بل نحن نطالب بانسحاب العدو من النقاط اللبنانية المحتلة”. وأوضح أن “المقاومة نصبت خيمة على الحدود داخل الأراضي اللبنانية، وخيمة أخرى داخل خط الانسحاب في مزارع شبعا، ولأن مزارع شبعا أرض لبنانية، لدينا الحرية في أن نفعل ما نريد هناك”. وحذّر من التعرض للخيمتين “والمجاهدون لديهم توجيه للتعامل مع أي تعرض إسرائيلي لهم”. ولفت نصرالله، إلى أن “العدو الإسرائيلي بعد حرب تموز كان مستمراً في الخروقات وكنا مستمرين في المراقبة وهو واصل بناء السياج الشائك عند الحدود وحوّلها الى منطقة سياحية يقصدها السياح”، مشيراً الى أن “كل خيمنا عند الحدود موجودة في أراض لبنانية، والخيم أضاءت من جديد على كل الوضع عند الحدود”. وشدّد على أن “ليس هناك ما يُدعى ترسيم الحدود، لأن كل حدودنا مرسّمة في البر ولبنان يعرف كل حدوده. ما يجري ليس ترسيم حدود برية حتى ندخل في نقاش صلاحيات فالسيادة لا تُجزأ، ويجب أن يكون الموقف اللبناني من بلدة الغجر حاسماً والجهد سيكون متكاملاً بين الدولة والمقاومة”.
انطلاقا من هذه المواقف التي قالها نصرالله، وإذا كانت الحدود مرسّمة والهدف من انشاء الخيمتين ليس ترسيمها وليس ايضا دفعَ الاسرائيليين الى الانسحاب من الغجر – بعد ان رفعت تل ابيب جدارا هناك ضمّتها بفعل هذا الحائط الى أراضي الجولان المحتلّ- اذ وضع الحزب هذه المهمة في عهدة “الدولة”.. فما هي الغاية اذا من هذا التصعيد اليوم؟ وما هي الأغراض من الخيم؟
وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، يبدو ان اثارة المناوشات على الحدود- وقد شهدت هذه البقعة في الايام الماضية مواجهات مع اعلاميين ومع الجيش اللبناني ومع عناصر يرجّح أنهم من حزب الله- واعادةَ التذكير بأن حزب الله موجود على تخوم الكيان العبري، اهدافهما ليست “لبنانية”، بل ايرانية.
فالبلبلة هذه تأتي في وقت تحصل بعيدا من الاضواء، في الكواليس في عمان، مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران للتوصل الى نوع من تفاهم نووي جديد “موقت” بين الطرفين. وفي مسار المحادثات هذه، تستعرض طهران اوراق قوتها لتحسين موقعها وحصتها من اي اتفاق. ومِن اهم هذه الاوراق، لا بل الأهم، قدرتها على التحكم بأمن اسرائيل، أبرز حلفاء واشنطن. وعلى الارجح، متى تنتهي هذه المفاوضات، فإن التوتر الذي يتولاه حزب الله جنوبا اليوم، سينتهي أيضا وستنتهي وظيفته، تختم المصادر.