رأى رئيس حركة التغيير عضو الجبهة السيادية المحامي إيلي محفوض، ان الزيارة الثانية للموفد الفرنسي الخاص جان ايف لودريان الى لبنان، أتت بعد أن تبلغ الإليزيه الرأي الأميركي السعودي المشترك، بأن إدارة فرنسا لملف الأزمة الرئاسية في لبنان تدور في حلقة مقفلة لا يمكن الخروج منها، ولابد بالتالي من استنباط قواعد جديدة للحراك الفرنسي، بما يمكن لودريان من إحداث خرق في جدار الأزمة، علما انه حتى الساعة لايزال الثنائي الشيعي متمسكا بمرشحه سليمان فرنجية، لكن ليس بالحماسة نفسها التي كانت عليه خلال الأسابيع المنصرمة، وذلك نتيجة الأصداء الأميركية التي تلقاها لبنان حول إنزال عقوبات بحق كل من يعرقل الانتخابات الرئاسية وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري.
ولفت محفوض في تصريح لـ «الأنباء»، إلى ان العقوبات الأميركية ضد الرئيس بري آتية لا محال، وبالتالي فإن لبنان أمام مفترق طريق يؤدي إما إلى انفراج في ملف الرئاسة، وإما إلى انفجار كبير على المستويات كافة بما فيه المستوى الأمني، وهو الاحتمال الأقرب الى الواقع، لاسيما ان المعطيات الراهنة على اختلاف أنواعها ومصادرها، لا تنبئ بوجود حلول في الأفق، أي ان «حوار المواصفات» الذي يريده لودريان، لن يبصر النور، وبالتالي فإن الفراغ في رئاسة الجمهورية، سيبقى سيد المشاهد والأحكام، لا بل ستطوى صفحة الانتخابات الرئاسية في الوقت الحالي، ليعاد البحث فيها في الخريف المقبل ضمن سلة كاملة من التفاهمات، وفي طليعتها الهوية السياسية لرئيس حكومة العهد العتيد.
وردا على سؤال، أكد محفوض ان لبنان يسير بعد الفراغين في رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان، باتجاه فراغ ثالث في المواقع المارونية، ألا وهو الفراغ في قيادة الجيش، لاسيما ان حزب الله الذي يعتبر نفسه وهما انه انتصر في سورية والعراق وغزة ولبنان، يريد قبض الثمن في الداخل اللبناني من خلال حصوله على مكتسبات سياسية في التركيبة اللبنانية من مستوى رئاسة الجمهورية وحاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش ورئاسة مجلس القضاء الأعلى، وذلك لضمان استمرارية دوره بشكل طليعي في السياسة اللبنانية بعد انتهاء دوره العسكري في المنطقة العربية.
واستطرادا لفت محفوض إلى ان كلا من حزب الله والتيار الوطني الحر يعول على إضاعة الوقت إلى حين انتقال قائد الجيش العماد جوزاف عون إلى التقاعد، خصوصا وان النائب جبران باسيل يستفيد من الوقت الضائع الذي يرسم حزب الله أطره وجوانبه، وذلك بهدف تعويم نفسه في الساحة السياسية لاسيما المسيحية منها، من هنا كانت زيارة الرئيس السابق ميشال عون إلى الرئيس السوري بشار الأسد، بهدف تزكية عودة الصهر إلى الواجهة السياسية انما من بوابة رئاسة الجمهورية وسائر المواقع المارونية في التركيبة اللبنانية.
وعلى هامش هذا التصريح، وعن قراءته لملف النزوح السوري، أعرب محفوض عن خشيته من ان يتحول هذا الملف الى «بوسطة عين الرمانة» رقم 2، وذلك لاعتباره ان البعض قد يستغل التشنج المحاط به، بهدف إشعال شرارة أمنية تدخل البلاد في نفق معتم ان لم نقل «دموي».