كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
هل يريد التيار الوطني الحر، التوصل فعلا الى تفاهم مع حزب الله يقود الى انتخاب رئيس والى إنجاح عهد هذا الرئيس، ام ان انخراطه في الحوار مع الضاحية من جديد، له هدف آخر أوسع وأبعد؟ هذا السؤال مشروع وفق ما تعتبر مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”.
فـ”مَن لا يريد تزويج ابنته، يرفع مهرها”، كما يقول المثل اللبناني المأثور. هذا تماما ما يفعله اليوم رئيسُ البرتقالي. فهو يطلب شروطا تعجيزية مقابل دعم “مرشحهم” اي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. مِن هذه الشروط اقرار قانوني “اللامركزية الادارية والمالية”، و”الصندوق الائتماني”.
صحيح ان حزب الله لم يرفض هذه المطالب مبكرا، وهذا ما اعلنه عضو تكتل لبنان القوي النائب سيمون ابي رميا نهاية الاسبوع الماضي، غير ان الضاحية على مر السنوات الماضية، أبدت عدم حماسة واضحة لهذه القوانين. فهل هي مستعدة اليوم للتضحية ولاقناع حليفها الاول رئيس مجلس النواب نبيه بري، بها ايضا، كي تفوز بتأييد باسيل لفرنجية؟
على الارجح، الجواب هو “كلا”، وباسيل في قرارة نفسه، يعرف ذلك جيدا.
انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، غرضُ رئيس “لبنان القوي” من هذا الحوار هو إحياء التواصل والتنسيق بينه والحزب وترتيب العلاقة بينهما من جديد واعادتها تدريجيا الى زمنها “الجميل”. فباسيل يعرف جيدا ان لا مكان له او ثقة به، في صفوف الاصلاحيين السياديين، وان مكانه هو في محور الممانعة الى جانب “حزب الله”.
وعليه، وبعد ان تنتهي صلاحية ترشيح فرنجية، الامر الذي يعتبره باسيل بات وشيكا مع ترنّح “المبادرة الفرنسية”، يجب ان يكون كل شيء جاهزا بين حليفي مار مخايل كي يتفقا معا على كيفية مواجهة الفريق الآخر، اولا، وثانيا على تقاسم الادارة في العهد الجديد، مِن رئاسة الجمهورية اذا تمكنا من الاتفاق على اسم لها، الى المراكز المفاتيح كلها، مرورا بالحقائب الوزارية…
الحزب من جانبه، لا يمانع، لا بل يريد هذا الحوار وهذا الخيار “التصالحي” مع التيار، بما ان الطرفين بحاجة الى بعضهما البعض كي يستمرا، تختم المصادر