أحيت المديرية العامة للأمن العام في دائرة أمن عام مرفأ بيروت، اليوم الأربعاء الذكرى السنوية الثالثة لإنفجار 4 آب في مرفأ بيروت، بحضور المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري وعوائل الشهداء بالإضافة إلى شخصيات مدنية وكبار الضباط وعسكريين من المديرية.
قدمت فصيلة من الأمن العام مراسم التشريفات عند وصول اللواء البيسري حيث قام بوضع اكليل من الزهر بإسم المديرية على النصب التذكاري لشهداء الأمن العام على وقع عزف موسيقى قوى الأمن العام تحية للشهداء وإكراماً لهم.
وقال البيسري عن ذكرى المناسبة: “بمثولنا اليوم امام الشهداء الذين ارتقوا الى المجد الخالد فكانوا مثال قسمهم في المديرية العام للأمن العام “تضحية خدمة”، شهداءَ ساحةِ الشرف، ساحة مرفأ بيروت، حيث امتزجت دماءُ شهداءِ الأمنِ العام مع دماءِ كل الشهداءِ الذين ننحني اجلالاً واحتراماً امام شهادتهِم ورحيلهِم المُدوّي”.
وأضاف: “هذا أقلُ الواجبِ لتكريمِ ذكراهُم وأرواحِهِم، بعد أن كانت شهادتُهُم مع كل الذين استشهدوا او تضرّروا جسدياً ومعنوياً، عنواناً مشرّفاً جمعَ كل لبنان. وهذه التضحيةُ اللامحدودة، جعلت من الأمنِ العام ليس شريكاً في صناعةِ الأمنِ والاستقرارِ والسلمِ الاهلي فقط بل شريكاً في الشهادة”.
كما أوضح البيسري أنّ “حضورَنا الى هذا الموقع، الى مبنى دائرةِ أمن عام مرفأ بيروت، لهُ هدفان: الأول، مناسبة وطنية، لنُصبغَ على اقسامِ هذا المبنى بَصَماتِ شهدائِنا الحاضرينَ دوما معنا، وفي وجدانِ رفاقهم وكل من يطأ هذا المبنى. وثانيا، التأكيد امام اللبنانيين مجدداً، إلتزامَ الأمنِ العام بتطبيقِ القوانين التي ترعى عملهُ وتُحدّد صلاحياتِه من جهة، وعدمَ التهاونِ او الاستسلامِ للواقعِ الصعبِ الذي نعيشه من جهةٍ ثانية. ولكن كل ذلكَ لم ولن يتحقق الا بالإصرارِ على مواجهةِ التحدّياتِ أنّى كانَ مصدرُها، ومهما كانَ خطرُها”.
من جهة ثانية، ذكّر المدير العام عسكريي الأمن العام “بأن “الشعب اللبناني لا يطلبُ منكُم سوى أن تبقوا الدرعَ الواقي للوطن، الذراعَ الذي لا يلينُ في وجهِ الأعاصير، القبضةَ الفولاذية في وجهِ الارهابِ والمجرمين والمهرّبين وتجّارِ الدماء، العقلَ الراجح في كشفِ خططِ العدوِ الاسرائيلي وعملائهِ، الارادةَ الصلبة في ادارةِ مؤسسةِ الأمنِ العام وحمايتها من كلِ وسائلِ الرشوةِ واساليبِ الفسادِ، وتسهيلِ امورِ الناس بكلِ احترامٍ”.
وشدد على أنّ “تلك هي الصورةُ النقيةُ التي تليقُ بكم، ويفخرُ بها مواطنوكم، في الداخلِ وفي بلادِ الاغتراب، فلا تخذلوهُم مهما اشتدتِ عليكُم الصعاب”.
ورأى البيسري أنّ “هذا هو قدرُنا ليبقى لنا وطن، ونبني دولة تحمي مواطنيها من الاخطار، وتؤمن لهم حقوقهم وعيشهم الكريم ككل دول العالم، بعيدا من خطر الاقتتال والقلق على المستقبل، وتعمل على استعادة ابنائها من بلاد الاغتراب. انه واقع أليم، لكننا لن نستسلم ولن نستكين، ولا بدّ لهذه الغيومِ السودِ التي استوطنت فوقَ لبنانِنا الحبيب أن تندثر”.
وفي الختام، جدّد تعازيه لذوي شهداء الأمن العام وكل الشهداء، سائلاً الله أن يلهمهُم الصبر.
ثم التقى البيسري أهالي الشهداء في دائرة أمن عام مرفأ بيروت واستمع إليهم مؤكداً وقوف المديرية إلى جانبهم.