لفت وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض خلال إفتتاح المبنى الجديد لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي – الكرنتينا، الى ان “أهم ما يرمز إليه هذا الحدث هو إعادة بناء المؤسسات التي تخدم المجتمع وتضمن وصول أفراده إلى رعاية صحية عالية الجودة”.
وأضاف: “4 أب 2020 يوم ترك في ذاكرتنا ووجداننا أثرا عميقا وجرحا اليما لم يندمل، ولن تتمكن الأيام والسنون من شفائه. دعونا أول ما نستذكر، نستذكر الضحايا الشهداء، نقف اجلالا لهم، ومنهم زميلات وزملاء لنا في الصفوف الأمامية، سقطوا وهم يلبون نداء الواجب، وسقطت معهم، في ذلك اليوم العصيب، عدة من مستشفياتنا، ومنها هذا المستشفى الذي نجتمع فيه اليوم”.
وتابع: “كان مستشفى الكرنتينا الحكومي الجامعي في ذلك اليوم عنوانا للخراب والدمار، اما اليوم، بعد 3 سنوات، يقف مرمما، مجددا، شاهدا على قدراتنا الجماعية على الصمود، على التزامنا الثابت بالتعافي، وعلى تصميمنا على الخروج من الماضي الاليم إلى مستقبل أفضل”.
ولفت الأبيض الى أن “هذا المستشفى هو ليس مجرد مبنى، ولكنه اليوم رمز للتجدد والإنبعاث، والشفاء من الجروح، وغلبة الأمل على اليأس، وإن اعادة النهوض بهذا الصرح الاستشفائي لهو خير تكريم لذكرى من مضى، وباعث للامل في نفس من بقي. اهم ما يرمز له هذا المشروع هو إعادة بناء المؤسسات التي تخدم المجتمع وتضمن وصول أفراده، وخاصة الفئات الأكثر هشاشة، إلى رعاية صحية عالية الجودة تخدم الجميع دون تمييز”.
واعتبر أن “هذه المؤسسة تشكل إلى جانب المستشفيات الحكومية الأخرى جزءا مهما من استراتيجية وزارة الصحة العامة لإعادة بناء قطاع استشفائي عام، يكون جزءا من شبكة الحماية الاجتماعية، ويقوم بخدمة مجتمعه وخاصة في الأوقات الصعبة، أوقات الأزمات والاوبئة. قطاع يتحمل مسؤولياته في مسيرة هذا المجتمع نحو التعافي، ورحلة هذه الدولة نحو استعادة ثقة مجتمعها بها”، لافتا إلى أن “هذا المستشفى قد مر كما يمر هذا الوطن، بأزمات قاسية لكنه نهض من جديد بهمة العاملين فيه ودعم ومساندة الشركاء والأصدقاء”.
ودعا وزير الصحة الجميع محليا ودوليا وبهدف ضمان الأمن الصحي لكل الأطياف في لبنان، إلى “البناء على ما تحقق هنا، والتعاون مع وزارة الصحة العامة، في إعادة بناء نظام صحي أكثر صلابة وقوة، نظام صحي يتميز بسهولة الوصول الى الخدمات، وخاصة للفئات الهشة، نظام صحي مبني على الوقاية والرعاية الاولية، واهتمام خاص بالصحة النفسية والعقلية. نظام صحي يقدم خدمات طبية، في مستشفيات حكومية، تنافس بجودة خدماتها القطاع الخاص”.
وختم: “إن ما يرمز إليه اجتماعنا اليوم، واعادة افتتاح اقسام هذا المستشفى، في هذا اليوم وفي هذا المكان، هو التصميم على عدم الاستسلام، واني واثق ان باستطاعة مجتمعنا، بعلو همته، وكدح ابنائه وبناته، ومساعدة اخوانه واصدقائه، باستطاعته إعادة بناء الحجر وتأهيل البشر، والسير قدما، نحو مستقبل صحي صلب وعادل”.