كتب ميشال طوق:
لعل الكارثة الكبرى التي دمرت بيروت حجراً وبشراً في 4 آب 2020، أكبر دليل وأقوى ردّ على كل الزاحفين الوصوليين الذين باعوا أرواحهم لإبليس محور الممانعة، ويسألون بكل وقاحة وإنعدام الضمير، أين يؤثر سلاح ميليشيا حزب الله على لبنان دولة وأرض وشعب!!؟؟
صراحة لم يشهد مجتمع هذا الكم من الدجل والتدليس على عينك يا تاجر، من دون أن يملك هؤلاء ولو ذرة خجل تمنعهم أقله من الدفاع عن ما أصبح أكثرية اللبنانيين يعرفون حقيقته المرة، الواضحة كالشمس منذ اليوم الأول الذي أعلن فيه بيانه التأسيسي على الملأ.
منذ سيطرة الإحتلال السوري على كل مفاصل الدولة في بداية تسعينات القرن الماضي بفعل عميلهم المطيع، عاث محور الممانعة فساداً وخراباً في كل مؤسسات الدولة وأراضيها، وذاد كل هذا بعد خروج السوري في ال2005، وما زال مستمراً حتى اليوم.
هذا المحور الذي لا يتقن إلا فنّ الخراب والتدمير، دمّر كل الدولة اللبنانية بالمعنى الحرفي، بإدخال كل العاطلين عن العمل الى ملاك الدولة وتعيين الغير أكفاء في مراكز المسؤولية، من رئيس الجمهورية الى حراس الأحراش، وتأمين الغطاء الكامل للفاسدين والمهربين والإرهابيين الذين يبرع في خلقهم ومن ثم إستغلالهم، فهذا تاريخهم وهذه سلوكياتهم، والشواهد لا تبدأ بما حصل مع إرهابيي نهر البارد الذي حاول وضع خط أحمر لعدم المساس بهم، وإرهابيي داعش الذين منع القضاء عليهم ونقلهم بالباصات المكيفة ومنع الجيش من الإحتفال بالنصر، وليس إنتهاءً بالمجموعات الإرهابية التي يستعملها اليوم في مخيم عين الحلوة، وطبعاً دعمه لأكبر إرهابي ومجرم عرفه التاريخ، النظام الإرهابي السوري المجرم.
أما بخصوص إنفجار 4 آب، حتى لو إفترضنا أن حزب الله لا يعرف بالنترات، حرام، ولا علم له بمن أتى بها ولا من خزّنها ولا من إستعمل معظمها ولا من فجّرها… لماذا إذاً هذه الإستماتة على وقف التحقيق وتعطيله بشتى الوسائل المتاحة لديه؟؟ ألا تلزمه عقيدته الدينية أن يقف مع كل مظلوم؟؟ فما بالك بشعب مظلوم بأكمله وعاصمة مدمرة مظلومة بأكملها؟؟ ألا يستحق كل هذا، إنسانياً أقله، أن يكون في موقع المسهل لكشف الحقيقة لا المساهم في طمسها؟؟
مع العلم أن حليفه، تلة بعبدا، الذي كان يسيطر معه بالتكافل والتضامن على كل مفاصل الدولة الأمنية والعسكرية والقضائية، كان لديهم الإمكانية الكاملة لإيقاف وكشف أي تحقيق غير عادل أو مُغرض أو متحيز.. يستهدف محور الممانعة، كما يدّعون، مع أن هذه كانت نكتة سخيفة سمجة سمعناها منذ ما بعد الإنفجار، وما نزال.
أما النتيجة التي وصلنا إليها على كل المستويات، فهي البرهان الأكبر على فشل هذا المحور في كل شيء، ونجاحه في تدمير وطن وشعب وقيم وأخلاق وطريقة عيش، في محاولة فاشلة لفرض مشروعه الماورائي الذي لا يشبهنا ولن، وسنقاومه بكل الوسائل المتاحة والمباحة للحفاظ على حياتنا ووجودنا الحر.