كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
كشف الصحافي الاميركي توم فريدمان في “نيويورك تايمز” ان الرئيس الاميركي جو بايدن وخلال لقائهما اخيرا، أكد أنه يبحث بعمق في صفقة كبرى في الشرق الاوسط، تقوم على اتفاق أمني مشترك بين الولايات المتحدة والسعودية، يتضمن تطبيع العلاقات السعودية- الإسرائيلية، شريطة أن تقدم إسرائيل تنازلات للفلسطينيين تحافظ على إمكانية حل الدولتين. ولهذا السبب أرسل الرئيس بايدن مستشاره جيك ساليفان وفريقه للاجتماع مع ولي العهد محمد بن سلمان ومعرفة ما إذا كانت الصفقة ممكنة وبأي ثمن.
ويؤكد فريدمان ان السعودية تسعى للحصول على ثلاثة أشياء رئيسية من واشنطن: أولاً، معاهدة أمنية متبادلة على مستوى الناتو من شأنها أن تلزم الولايات المتحدة بالدفاع عن المملكة إذا تعرضت للهجوم. وثانياً، برنامج نووي مدني تشرف عليه الولايات المتحدة الأميركية. وثالثاً، القدرة على شراء أسلحة أميركية أكثر تقدمًا، مثل نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية (ثاد)، والذي يساعد السعوديين بشكل خاص في مواجهة ترسانة الصواريخ الإيرانية المتوسطة والطويلة المدى.
في المقابل، تريد الولايات المتحدة من السعودية: أولاً، إنهاء القتال في اليمن. ثانياً: تقديم حزمة مساعدات سعودية كبيرة وغير مسبوقة للمؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية. وثالثاً، وضع قيود كبيرة على العلاقات المتنامية بين السعودية والصين.
من جهته، أشار وزير الخارجية الإسرائيلي ايلي كوهين في حديث لموقع إيلاف السعودي الأحد الى ان رغبة بلاده في تحقيق اتفاق سلام مع السعودية حقيقية، مشيرا إلى أن “بإمكان السعودية وإسرائيل صناعة التاريخ وتغيير وجه الشرق الأوسط والعالم”، وسط تأكيده على أن القضية الفلسطينية لن تكون عائقا أمام تحقيق السلام، والحكومة الحالية ستقوم بخطوات عملية لتحسين الاقتصاد الفلسطيني، منوّهاً ان بنيامين نتنياهو على رأس الليكود عمل على مدار سنوات حكمه على تحقيق ثلاث اتفاقيات سلام.
إلا أن المعطيات الميدانية توحي بأن الطبخة لم تنضج بعد، خاصة في ظل ما نشهده من رفض ايران لهذا التطبيع، وفرملة لاتفاق بكين بين المملكة وايران، وتراجع الوساطة العمانية بين واشنطن وطهران. فهل سيتمكن بايدن من تتويج ختام عهده باتفاق ابراهام جديد بين الرياض وتل أبيب؟
رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان” النائب السابق فارس سعيد يقول لـ”المركزية”: “أتصور ان هناك حديثا عن العلاقات السعودية – الاسرائيلية أكثر من الأفعال، لكن الأكيد أننا في منطقة تنام على شيء وتستفيق على آخر، والأكيد أن هناك إعادة ترتيب سياسي ثقافي اقتصادي في المنطقة ستكون المملكة العربية السعودية من ضمنها، أما ان يقال بأن المملكة ستذهب باتجاه التطبيع مع اسرائيل على حساب قضية الشعوب العربية، فلا اتصور ذلك. هذا الموضوع خارج المنطق”.
وعما إذا كان تصعيد ايران اقليميا هدفه منع التطبيع ام انه يسهم في العكس ، يقول سعيد: “لا أعتقد ان العنوان الاساسي في المنطقة يتمحور اليوم حول “هل ثمة تطبيع بين السعودية واسرائيل ام لا، بل الى أين يمكن ان يؤدي هذا الصراع الايراني – الاميركي على المنطقة. وأتصور ان المملكة أخذت بشكل استباقي موقف المصالحة مع ايران كي لا تكون في مجال هذا الصراع”، محذراً من ان المنطقة تتجه نحو الصراع وليس التهدئة”.