كتب يوسف فارس في “المركزية”:
الاجواء الضبابية التي تتجمع في المنطقة بدأت تلامس الافق اللبناني وتنسحب سلبا على الاوضاع فيه، اذ لا يمكن فصل الاحداث التي دارت في مخيم عين الحلوة عن عمليات شد الحبال والمؤشرات التي لا تبشر بالخير كثيرا الحاصلة في الاقليم . قبل ايام اعلن السفير الايراني لدى الرياض ان السعودية ارجأت فتح سفارتها في طهران وانها ستعيد فتحها متى رأت ذلك مناسبا . لاحقا وردت معلومات ان المملكة ابلغت سوريا انها اوقفت فتح السفارة السعودية في دمشق وانه غير مرحب بالسفارة السورية في الرياض لعدم التزام الرئيس بشار الاسد ما اتفق عليه في القمة العربية ومبدأ الخطوة خطوة . لاشك في ان الخبرين يحملان على القلق ويؤكدان ما كان تردد سابقا في عدد من المحافل العربية والدولية من ان امرا ما تخربط في المنطقة وان الرياض خائبة من اداء النظام السوري وتعتبر انه لم ينفذ تعهداته تجاه الوضع الداخلي في سوريا ولا حيال ضبط الحدود السورية ومنع تصدير الكبتاغون الى الاردن ودول الخليج . عليه، فان الامور عادت الى التأزم. فاما يكون ذلك ظرفيا وفي اطار شد الحبال لتحسين المطالب واما ان الامور عادت الى المربع الاول من التوتر. وكالعادة لبنان يبقى تلك المرآة لكل ما يجري في الاقليم .
عضو كتلة اللقاء الديموقراطي النائب بلال عبدالله يقول لـ “المركزية”: منذ البداية دعونا الى ضرورة تحصين الساحة اللبنانية لمواجهة كافة المتغيرات، فبادر الحزب التقدمي من خلال وليد بيك جنبلاط الى الانفتاح على حزب الله من اجل انجاز نوع من التسوية الداخلية تقينا العواصف. انتظار الخارج لا يفيدنا بشيء مع تقديرنا لكل ما تقوم به فرنسا واللجنة الخماسية . قلنا وما زلنا على القوى السياسية الارتقاء الى مستوى المصلحة الوطنية خصوصا وان غالبية المواطين فقدت القدرة على توفير ادنى مقومات الحياة .
يتابع: بالامس اندلع القتال في عين الحلوة وانتهى من غير معرفة لماذا وكيف. قيل انه انعكاس لما يجري في الاقليم . القرار اللبناني يستوجب تضامنا وفي الحد الادنى تعاونا. حاولنا مع حزب الله وسواه ارساء تسوية سياسية فلم ننجح .مع رئيس المجلس النيابي التواصل قائم والاختلاف في الرأي لا يفسد في الود قضية على ما تأكد في لقاء الامس .غير صحيح ما ينشر عن لقاء لم يتم بين رئيس الحزب النائب تيمور جنبلاط .فلا نحن طلبنا ولا هو فعل . خطاب الحزب كما اعضاء الكتلة عقلاني وهادئ ويركز على مبدأ التحاور واللقاء وهو ما سنصل اليه اخيرا، فلماذا طول الانتظار؟