IMLebanon

تصعيد عسكري أميركي في الشرق الأوسط؟

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

في تطور عسكري يحمل دلالات بارزة، أعلنت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، الاثنين، أن أكثر من 3 آلاف بحار وعنصر من مشاة البحرية الأميركية من “مجموعة باتان البرمائية” (ARG)، “والوحدة الاستكشافية البحرية السادسة والعشرين”، وصلوا إلى الشرق الأوسط، الاحد، في إطار خطة أعلن عنها البنتاغون سابقاً. وأضاف البيان الصادر عن القيادة المركزية: دخلت السفينة الهجومية البرمائية (USS Bataan) وسفينة الإنزال (USS Carter Hall) البحر الأحمر، بعد عبورها البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، مشيراً إلى أنّ “هذه السفن تجلب معها إلى المنطقة أصولاً جوية وبحرية إضافية، بالإضافة إلى المزيد من مشاة البحرية والبحارة الأميركيين، مما يوفر قدراً أكبر من المرونة والقدرات البحرية للأسطول الخامس الأميركي”.

كما أوضح البيان أنّه “يمكن للسفينة الهجومية البرمائية أن تحمل أكثر من عشرين طائرة ذات أجنحة دوارة وثابتة، بما في ذلك طائرات (إم في-22 أوسبري) وطائرات (هارير) الهجومية من طراز (AV-8B)، بالإضافة إلى العديد من سفن الإنزال البرمائية”.

وأردف أنّ “منطقة عمليات الأسطول الأميركي الخامس تشمل ما يقرب من 2.5 مليون ميل مربع من المساحة المائية، والخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر، وأجزاء من المحيط الهندي، وثلاث نقاط حرجة في مضيق هرمز وقناة السويس ومضيق باب المندب”… وفي وقت سابق، وتزامناً مع إبحار الجنود والبحارة الأميركيين إلى المنطقة، نقلت وكالة “أسوشيتيد برس” الأميركية عن أربعة مسؤولين أميركيين، الخميس، قولهم إنّ الجيش الأميركي يبحث أيضاً في إرسال عناصر مسلحين على متن سفن تجارية تبحر عبر مضيق هرمز، في خطوة تهدف إلى “منع إيران من الاستيلاء على السفن المدنية ومضايقتها”، على حدّ تعبيرهم.

وأوضح المسؤولون أنّه لم يتم اتخاذ قرار نهائي حول هذه المسألة حتى الآن، مشيرين إلى أنّ “المناقشات مستمرة بين المسؤولين العسكريين الأميركيين وحلفاء واشنطن الخليجيين”.

تؤشر هذه التطورات، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية” الى ان الحوار الذي كان قائما بوساطة عمانية، بين واشنطن وطهران، بلغ الحائط المسدود ولم يتمكّن من التوصل الى اي اتفاق بين الجانبين. وعليه، قررت الولايات المتحدة اللجوء من جديد الى التصعيد العسكري خاصة بعد ان تعرّضت اكثر من سفينة تجارية لمضايقات ايرانية في مضيق هرمز. غير ان هذه الخطوة، تأتي ايضا في ظل تعثّر مسار اتفاق بكين بين السعودية وايران، وقد شهد فرملة لافتة في الايام الماضية مع بروز اكثر من ملف ساخن خلافي بين الخليجيين وطهران، ابرزها على خلفية ملكية حقل الدرة والجزر الثلاث. ومن المرجح ان يكون التوسع الاميركي العسكري بحرا في المنطقة، منسقا مع الخليجيين، وهو يحمل رسالة واضحة الى ايران، ممهورة بتوقيع اميركي – خليجي، بأنه في حال واصلت الجمهورية الاسلامية التصعيد، فإن نهج التهدئة والحوار والمصالحة الذي بدأته الدول الخليجية معها في آذار الماضي في بكين، سيكون محط مراجعة.

في الخلاصة، هذا الاجراء الاميركي يؤشر الى ان الامور في الشرق الاوسط ذاهبة نحو تصعيد في المرحلة المقبلة، اذا لم تعد ايران سريعا “الى رشدها”. فهل تفعل؟!