كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
بعد الضجّة الكبيرة التي أحدثها خبر وفاة امرأة بالغة 35 عاماً من ولاية إنديانا الأميركية نتيجة شربها الكثير من المياه، نحو 4 زجاجات خلال 20 دقيقة، انتشر الحديث على مواقع التواصل الاجتماعي عن التسمّم المائي. فهل فعلاً يمكن للإفراط في شرب المياه أن يسبّب الوفاة؟
رغم أنّ هذا الأمر لا يحدث في كثير من الأحيان، لكن وفق الأطباء إنّ التسمّم المائي حقيقي.
وقال اختصاصي طب الطوارئ د. روس كاينو، من كاليفورنيا، إنّ «التحدّي الكبير مع التسمّم المائي هو تأثيره في مستويات الصوديوم، أحد الإلكتروليتات الرئيسة في الجسم. إنّه يساعد الأعصاب، والعضلات، وأنسجة الجسم الأخرى على العمل بشكلٍ صحيح، وهو مهمّ للحفاظ على ضغط الدم».
وشرح أنّ «شرب الكثير من المياه بسرعة كبيرة يؤدي إلى تخفيف الإلكتروليت في الدم، خصوصاً الصوديوم. يؤدي ذلك إلى انتقال المياه إلى خلايا الدماغ، وبالتالي تورّم هذا الأخير وحدوث مشكلة كبيرة فيه».
واستناداً إلى «Cleveland Clinic»، يمكن للإفراط في شرب المياه خلال مدة قصيرة جداً أن يؤدي إلى ظهور عدد كبير من الأعراض المُحتملة مثل تشنّج العضلات أو ضُعفها، والغثيان، والتقيؤ، وانخفاض الطاقة، والصداع، وتغيّر الحالة العقلية. أمّا في الحالات الشديدة، فيمكن للتسمّم المائي أن يؤدي إلى الغيبوبة والموت.
وعن جرعة المياه اللازمة للتسبّب في التسمّم، أوضح د. كاينو أنّه «يصعب معرفة ذلك. لا توجد قاعدة عامة، بخلاف الاستماع إلى الجسم. في حال غياب العطش، لن يحتاج الشخص عادةً إلى شرب المزيد من السوائل. توصي «U.S. National Academies of Sciences, Engineering, and Medicine» النساء باستهلاك 11.5 كوباً من السوائل من الطعام والمياه يومياً، لترتفع الكمية عند الرجال إلى 15.5 كوباً. ومع ذلك، قد يحتاج الإنسان إلى جرعة أكبر قليلاً من المعتاد خلال الطقس الحار والتعرّق الشديد».
وشدّد على «أهمّية الاستماع إلى الجسم والحاجة إلى شرب المياه من خلال الشعور بالعطش. يجب الانتباه إلى الجرعة المستهلكة، والتوقف فور الشعور بالرضا، وعدم محاولة المبالغة في التعويض».
يحدث التسمّم المائي عادةً بسبب شرب الكثير من المياه. لكن، وبحسب «Cleveland Clinic»، هناك أسباب أخرى أقل شيوعاً تؤدي إلى فقدان الكثير من الصوديوم في الجسم، وبالتالي حدوث نقص صوديوم الدم، وتحديداً:
– تناول مدرّات البول: إنّها تستطيع زيادة كمية الصوديوم المفقودة عبر البول.
– الإفراط في الكحول: تدفع هذه المشروبات إلى التبوّل أكثر وخسارة السوائل.
– الإسهال غير المُعالج: قد يؤدي إلى الجفاف ويقلّل من مستويات الصوديوم.
ودعا د. كاينو الأشخاص إلى «عدم الخوف من شرب المياه خشية التسمّم منها. إنّه حدث نادر جداً. ومع ذلك، من المهمّ إدراك أنّ ذلك قد يحصل فعلاً. إنّ العطش هو الدليل الجيّد، وبالتالي يجب الانتباه إليه».