كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يتحدث حزب الله والتيار الوطني الحر، بلغة ايجابية، عن الحوار الدائر بينهما والذي انتعش منذ اسابيع قليلة. في السياق، أكّد عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق “أننا في حزب الله نفتش عن حل ومخارج مناسبة لإنقاذ البلد، وهم يفتشون عن استكمال المواجهة والمعركة السياسية”، موضحًا أنّ “في ظل هذا الجمود والتوتر والانسداد السياسي، برز بصيص أمل وحيد في البلد هو الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، ومحور هذا الحوار هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهو مستمر ومتواصل بشكل إيجابي، ولا ينتظر أي تحرّك خارجي”.
اما رئيس التيار النائب جبران باسيل، فذهب ابعد، متحدثا عن اتفاق – اطار، تم التوصل اليه بين حليفي مار مخايل. فقال الثلثاء: المطروح مع الحزب ليس تراجعًا أو تنازلًا أو صفقة أو تكويعة بل عمل سياسي، وما تحدثنا عنه هو لكل اللّبنانيين وليس للتيار من قانون اللامركزية الادارية والمالية الموسعة وقانون الصندوق الإئتماني اللذين نطلب اقرارهما سلفًا الى برنامج العهد”. وكشف عن “إتفاق أولي مع حزب الله على مسار إسم توافقي وتسهيل الإسم مقابل مطالب وطنية وما زلنا في بداية الحوار مع الحزب وتقدّمنا بأفكار ننتظر ردّه عليها”. وأشار إلى أنّ “الصندوق الائتماني يُحدّد ما لدى الدولة من أموال وقدراتها على جذب الإستثمار وهو ملك للدولة اللبنانيّة مئة في المئة”.
احتمال التوصل الى اتفاق بين الطرفين وارد اذا. وهذا الخرق الذي سيُترجم في الميزان الرئاسي، “يبشّر” بان مشهدية العهد السابق ستتكرر، وسيعاود ثلاثي حزب الله – حركة امل – التيار الوطني الحر، الامساك بمفاصل البلاد وقرارها لـ6 سنوات جديدة.
انطلاقا من هنا، يصبح السؤال مشروعا وضروريا، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، عن الخطة التي تعدّها المعارضة لمواجهة هذا السيناريو “الخطير” الذي يعني “عمليا”، استمرار تخبط لبنان، لا بل غرقه اكثر، في انهياره الاقتصادي والمالي والسيادي وفي عزلته العربية والدولية.
بحسب المصادر، الاتصالاتُ دائمة ومستمرة بين اطياف المعارضة وهي لا تُسقط من حساباتها امكانيةَ انبعاث تحالف الحزب – التيار. وللتصدي لعودة 8 آذار الى الحكم، فإن كل الخيارات الديمقراطية متاحة، وستلجأ اليها المعارضة، ومنها، و”بلا خجل”، على حد تعبيرها، تطيير النصاب وعدم مشاركة النواب المعارضين في جلسات الانتخاب. فبين البقاء في الشغور او تمديد اقامة اللبنانيين في جهنم عبر انتخاب رئيسٍ مِن الفريق ذاته الذي أوصلهم الى جهنم، نفضّل الخيار الاول.
ووفق المصادر، الاتصالات ستتركز على النواب الرماديين والمترددين، مِن تغييريين ومستقلين وسنّة، كي ينضموا الى صف رافضي التمديد للنهج السابق. ولا ننكر هنا، تتابع المصادر، ان الطابة ومصيرَ البلاد، في ملعب هؤلاء. ذلك ان بقاءهم في تردّدهم، او تأمينهم النصاب او تصويتهم لمرشح “الممانعة”، ستعطي كلّها النتيجة ذاتها وستقدّم لبنان من جديد، على طبق من فضة، الى 8 آذار.. فهل هي مستعدة لتحمّل مسؤولية وعواقب تصرّف كهذا؟