كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
رأى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان “إسرائيل تحاول أن تحقِّق إنجازات صغيرة ومحدودة في قضم أمتارٍ هنا أو هناك أوتثبيت احتلالها أو إعطاء صورة بأنَّها حاضرة من خلال مناوراتها، ولكن هذا كلّه لا يؤدي إلى حرب مباشرة ولا يعني أنَّ إسرائيل الآن في حالة استعداد كبرى للحرب، في المقابل المقاومة تقوم بما عليها من الاستعدادات والقيام بالمناورات والتحرك على الأرض والانتباه إلى ما يجري على الحدود، وكذلك جمع المعلومات والاستمرار في التدريبات”. واضاف “كل هذه الأمور تحصل ولكن لا يوجد قرار لدى المقاومة الآن بمواجهة عسكرية شاملة مع العدو الإسرائيلي. إذاً من جهة الطرفين لا يبدو أنَّ الأجواء أجواء مساعدة على حرب في هذه المرحلة، وبناءً عليه لا يحتاج الأمر إلى أكثر من تحذير لحكومة الاحتلال وتذكير لقيادته العسكرية أنَّها إذا أخطأت في التقدير فهم يعلمون تماماً جهوزية المقاومة واستعدادها للمواجهة والرد، وهذا الأمر جاء على خلفية تهديدات قادة العدو الإعلامية التي تكررت في الفترة الأخيرة وإن كنَّا نعلم أنَّها تهديدات غير حقيقية وغير فعّالة ولكن لا بدَّ أن نذكر العدو وجيشه وشعبه أننا جاهزون لتكون حساباتهم أدق”.
لا حرب اذا بين الحزب واسرائيل باعتراف الرجل الثاني في الحزب. والحرب لن تندلع على الارجح في السنوات المقبلة كي لا نقول اكثر، طالما ان اتفاقا أبصر النور بين لبنان واسرائيل بمباركة من حزب الله وبرضى ايراني، وبرعاية أميركية، قضى بترسيم الحدود البحرية بين الجانبين وفتحِ صفحة تهدئة او هدنة ضمنية بينهما، بما يسهّل عملية التنقيب عن النفط والغاز بحرا والتي بدأت بها اسرائيل منذ أشهر، فيما لبنان ينتظر باخرة الاستكشاف في الايام المقبلة.
تسرد مصادر سياسية معارضة هذه التفاصيل كلّها لتسأل عبر “المركزية” عن جدوى تخزين حزب الله السلاح وعن مغزى استمراره في تضخيم ترسانته واستعراضها حيث يتردد انه يعد العدة لعرض عسكري جديد في الساعات المقبلة. وهذه الاسئلة تفرض نفسها في صورة أقوى اليوم، بعد ان بات هذا السلاح ونقلُه عبر الطرق العامة بين المواطنين في قراهم وبلداتهم، يتهدد لبنان بفتنٍ ويتسبب بسقوط قتلى وجرحى، وآخر دليل على ذلك، ما جرى في الكحالة الاسبوع الماضي… الحزب في هذه الحادثة استخدم سلاحه للدفاع عن شاحنة سلاحه، حتى انه فقد عنصرا قضى دفاعا عن شاحنة السلاح، كما ان سوريا تشهد في وتيرة متسارعة غاراتٍ اسرائيلية تستهدف بالمباشر مخازن وشحنات أسلحة ايرانية.. لكن في المقابل، نرى الحزبَ يقول، في ما يشبه التطمين لاسرائيل، انه لن يفتح حربا ضدها!
هي مفارقة مضحكة مبكية، تتابع المصادر. فهل باتت للسلاح هذا، وظيفة جديدة لا علاقة لها بمحاربة اسرائيل وتخدم مشروعا اقليميا؟ هل هذه الوظيفة هي الاستقواء على اللبنانيين او دعم الفصائل الفلسطينية التابعة للمانعة في بسط سيطرتها على المخيمات؟ او هل المطلوب مثلا تسييل هذه الترسانة وفائضِ القوة، في المعادلة السياسية الداخلية، لصالح الحزب؟