Site icon IMLebanon

جعجع: الشكوك تدل على تورّط “الحزب” في اغتيال الحصروني!

أشار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى أنّ “الأحداث توالت بشكل دراماتيكي في الأيام الأخيرة، منذرة بحقبة متفجّرة محفوفة بتفلّت أمني، لا يُستبعد تدرّجه نحو حرب أهلية، أولاً، بسبب تجاوز “حزب الله” للخطوط الحمر في سلوكه إن مع المكونات اللبنانية بشكل عام أو مع الدولة بشكل خاص. ثانياً، لضحالة دور الدولة بمؤسساتها وأجهزتها، معطوفة على الأحداث الدموية الأخيرة، من عين إبل وصولاً إلى الكحالة، والخيبة من التعاطي الرسمي معهما”.

وأضاف جعجع في مقابلة مع “النهار”: “هذه التطورات المتسارعة، تدفع، وبعفوية ملحوظة، الرأي العام اللبناني عموماً، والمسيحي بشكل خاص، إلى السؤال عن “القوات اللبنانية” وما ترسمه قيادة معراب لمواجهة “الحزب” وحماية السياديين، وما إذا سيكون هناك أمر عمليات سياسي لفترة ما بعد حادثة الكحالة، خصوصاً وأن “القوات” وكأنها تستعيد شريط ممارسات فترة الوصاية وما تعرض له قياديوها من خطف وقتل واغتيال إلى سجن قائدها. وذلك بعد اكتشاف أن المسؤول السابق للقوات اللبنانية في بنت جبيل تم خطفه وقتله ولم يكن مجرد حادث”.

كما أكّد جعجع أن ما حصل هو عملية قتل منظمة، وتابع: “أظهرت الفيديوهات التي تم اكتشافها بأن العملية هي عملية قتل متعمّد وليست حادثة عابرة، وعلى الفور، تم التواصل مع الأجهزة الأمنية وإيداعهم الفيديوات، واليوم، وقد مرّ نحو أسبوع على التحقيقات، لم يصدر أي معطى عن هذه الأجهزة، من هنا يزداد منسوب الشكوك لدينا”.

وبرّر جعجع قراءته للعملية استناداً إلى 3 نقاط أساسية:

أولاً، فحوى الفيديوات، التي تظهر أنها عملية قتل متعمّدة.

ثانياً، عملية الخطف والقتل وقعت في منطقة هي في صلب وعمق سيطرة “حزب الله”.

ثالثاً، يظهر من وجود عدة آليات قامت بعملية الخطف وعدة أشخاص أن عملية القتل منظمة.

واضاف: “ننتظر ما ستظهره تحقيقات الأجهزة الأمنية، لكن وفقاً للمعطيات الموجودة، الشكوك تدل على تورّط “حزب الله”.

وعن حادثة الكحالة، دعا جعجع “حزب الله” إلى قراءة الحادثة جيداً، ليس وفق منطق “فليسقط واحد من فوق”، مضيفاً: “أظهرت الحادثة أن هناك أكثرية ساحقة من اللبنانيين باتت لديهم حساسية مطلقة نحو “حزب الله” وممارساته. والمؤشرات واضحة، وهو نزول أهالي الكحالة على مختلف انتماءاتهم السياسية إلى الشارع لدى معرفتهم بأن الشاحنة تتبع لحزب الله، كما أن الشهيد فادي يجاني الذي سقط في الحادثة هو من حزب الوعد ويدور في فلك “التيار الوطني الحر”. من هنا، الدرس الأساسي من الحادثة أن أكثرية ساحقة من الشعب اللبناني باتت ضد تصرفات “الحزب” وممارساته”.

وتعليقاً على بيان “الحزب” الذي تلا الحادثة، وما إذا كان يعني اتهام الأهالي بالميليشيا تهديداً لكل من سيحاول المس بأمن المقاومة، اعتبر جعجع أنه “بوجود الجيش وتحمّله المسؤولية بشكل جيد، هذا كله لا يستقيم ولا يعطي نتيجة ولا يفيد. ووصفُ أهالي الكحالة بأنهم ميليشيات، أمر مرفوض”.

وفي السياق ردّ جعجع على كلام النائب محمد رعد الذي تحدث فيه عن دور أهالي الكحالة في فترة وجود الإسرائيليين في لبنان، فقال: “الكحالة، “هلق وقبل وبعد وكل الأوقات”، وليس لك علاقة كيف تتصرف الكحالة في وقت معين وفي ظرف محدد. كل طرف لديه حرية الخيار وكيفية التصرف، والطرق التي يعتمدها وفق الظرف الموجود فيه. أما أن يكون جميع الناس “ع ذوقو” وإلا يكونون خونة أو متعاملين، فهو أمر مرفوض، الكحالة كانت دائماً وأبداً وطنية سيادية وصامدة”.

وعن إعادة التسلّح مجدداً، جدد جعجع التأكيد أن “هذا الأمر غير مطروح كلياً، فبوجود الجيش اللبناني والقوى الأمنية وحضورهم الدائم فإن إعادة تسلّح المسيحيين غير واردة. وأشار إلى أنه عند وقوع حادثة الكحالة، ورغم بعض الملاحظات على أداء الجيش، فقد تدخّل وحسم الوضع، وبالتالي، هناك قوة عسكرية شرعية موجودة تتولى شؤون الأمن، وبالتالي لا يجوز التفكير بأي اتجاه آخر”.

لا يبدي جعجع رضى عن أداء رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ويبدي استغرابه من استمرار باسيل بالمفاوضات مع “حزب الله” بعد كل الذي حصل من عين إبل إلى الكحالة، إلى المناخ الشعبي الرافض لـ”الحزب” وممارساته، وكأن شيئاً لم يكن”.

ووصف المفاوضات بين باسيل و”الحزب” بأنها عملية غش كبيرة، ملمحاً إلى أن باسيل يقايض ملفات وطنية حقّة بمكتسبات شخصية، وقال: “يحاول باسيل دائماً الإيحاء بأنه يفاوض على مصالح وطنية فيما الأساس مكتسبات شخصية أو فئوية، والدليل، هو يقول (أي باسيل) إنه يتفاوض مع “حزب الله” حول الرئاسة للحصول منه على مطالب وطنية، أولها قيام الدولة، فيما الطرف الذي يعرقل قيام الدولة هو “محور الممانعة” وعلى رأسه “حزب الله” بطريقة عمله وتصرفاته، فهل يمكن الاتفاق مع الفريق الذي يقوّض الدولة على مشروع قيام الدولة؟ وهل من المعقول أن تعطي “حزب الله” الرئاسة وتؤيد مرشحه، فيما يُعتبر من أكبر المعرقلين لقيام الدولة”؟.

وفي ما يتعلق بالصندوق الائتماني، ذكّر جعجع بأن “هناك قانوناً واضحاً تقدمت به “القوات اللبنانية” وهو موجود في المجلس النيابي ويتعلق بصندوق إدارة شؤون الدولة. وهو أحد الاقتراحات المطروحة على بساط البحث لمحاولة الخروج من الأزمة الاقتصادية التي نحن فيها. لذلك، من المستغرب أن يطلبه باسيل من “حزب الله” وكأنه مطلبه وحده، ويقايضه مع “الحزب” على رئاسة الجمهورية. أما في ما خص مشروع اللامركزية، فهناك مشروع تقدم به الوزير السابق زياد بارود، ومرّ على اللجان وبموافقة كل الفرقاء، ولو أن الملف ينتظر جلسة للهيئة العامة، لكن الواضح أن باسيل يحاول “بيعنا” أموراً ومسائل توافق عليها كل الفرقاء. لذلك، فإن كل هذه المفاوضات “غش بغش”، ومحاولة إيهام للرأي العام بأنه يعمل بمعطيات وطنية ويحاول تحصيل مكاسب وطنية، فيما العكس صحيح، لأن كل هذه الطروحات يمكن تحقيقها إذا أخذت مسارها الطبيعي والقانوني. من هنا، توجه جعجع إلى باسيل قائلاً: “هل تعطيهم رئيس جمهورية لبنان لتحصل على هذه القضايا؟”.

وختم: “للأسف، رغم كل ما حصل، فإن جبران باسيل لم يعتبر مما حصل ومن التجارب، لا زال هو نفسه، يحاول الإيحاء بأنه يعمل لمصلحة وطنية بينما يقايض على مكاسب ومناصب ومكتسبات شخصية أو فئوية لإعادة السير بمرشح “حزب الله”.