كتبت لورا يمين في “المركزية”:
أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، الاثنين أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، “وجه دعوة رسمية إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض، وأوضحت أنه “لم يتم تحديد موعد الزيارة بعد”، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الإيرانية إرنا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي، امس، إن “من المحتمل أن يقوم الرئيس الإيراني بزيارة السعودية، بعدما تلقى دعوة رسمية من العاهل السعودي، إلا أنه لم يتم تحديد موعد هذه الزيارة”، بحسب “إرنا”. وأضاف أن “العلاقات بين السعودية وإيران تتقدم خطوة بخطوة، وأنه سيجري التخطيط لهذه الزيارة في الوقت المناسب، في إطار الإرادة السياسية للبلدين”. وأكد ناصر كنعاني، أن وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان “سيقوم بزيارة للسعودية قريبا”، موضحا أن جدول أعماله خلال تلك الزيارة “يشمل مناقشة موضوعات مختلفة، وقضايا إقليمية ودولية واقتصادية”، دائما حسب ما نقلت عنه وكالة “إرنا”.
بحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن المحادثات المرتقبة بين الجانبين، سيما خلال زيارة عبداللهيان الى المملكة – بما ان موعدها أٌقرب من زيارة رئيسي للرياض، وهي ستسبقها حتما – ستتطرق الى اتفاق بكين ومساره. فهو تعرّض في الاسابيع الماضية، لاكثر من انتهاك لم يُرض السعودية بل اعتبرته تصعيدا من قبل طهران. ولعل ابرز هذه الانتهاكات، موقف الجمهورية الاسلامية من حقل الدرة حيث تعتزم بدء التنقيب فيه، فيما تعتبره الدول الخليجية، ملكا لدولة الكويت.. وايضا عراضات البحرية الايرانية وتصعيدها في ما خص ملكية الجزر الثلاث.
كما انه، وفي المدة الزمنية الطويلة نسبيا، التي تفصل بين توقيع اتفاق بكين في آذار الماضي، واليوم، لم يتم تحقيق اي تقدم في مسار ايجاد تسويات للنزاعات الاقليمية، خاصة في اليمن، وايضا في العراق وسوريا ولبنان، حيث لا تزال الاذرع الايرانية ترفع السقف، أكان عسكريا او سياسيا.
في المقابل، تتابع المصادر، تلعب الجمهورية الاسلامية، دورَ البريء من كل هذه الملفات الساخنة. حتى ان مسؤولا في وزارة الخارجية الإيرانية اعتبر أن “الظروف مهيأة لبدء الاستثمارات السعودية في إيران”، معبرا عن “أمله في تسريع التقدم في هذا المجال مع بدء مهام السفير الإيراني الجديد في السعودية”. ولفت مساعد شؤون الدبلوماسية الاقتصادية في وزارة الخارجية الإيرانية، مهدي صفري، إلى الزيارة التي قام بها وزير الاقتصاد الإيراني إحسان خاندوزي إلى السعودية ولقاءاته ومحادثاته هناك، قائلا “من وجهة نظرنا فإن الأجواء مناسبة جدا ونأمل في تسريع التقدم”.
ازاء هذه المعطيات كلّها، تقول المصادر ان اي تواصل مباشر بين الجبارين الاقليميين، من المرجح ان يتركّز على تقويم مسار “بكين” وان يُخصص لمطالبة المملكة لطهران، بالتزام اوسع بنقاطه، وإلا اضطرت الرياض لمراجعته واعادة النظر به…