تقرير جورج- أنطونيو شمعون:
أيام قليلة تفصل لبنان عن مشاركته للمرة الرابعة في تاريخه في كأس العالم لكرة السلة. وفي هذا الإطار يواصل رجال الأرز استعداداتهم المكثفة منذ قرابة الشهر لبلوغ الجهوزية التامّة قبل بدء منافسات البطولة العالمية، التي يستهلها لبنان أمام منتخب لاتفيا يوم الجمعة المقبل 25 آب عند الساعة 12:15 ظهرًا (توقيت بيروت)، في العاصمة الإندونيسية جاكارتا.
يذكر أن القرعة أوقعت المنتخب اللبناني في مجموعة “الموت” الى جانب منتخبين مرشحين للفوز بالكأس الذهبية هما فرنسا وكندا، مع وجوب عدم الاستهانة بالمنتخب اللاتفي الذي أثبت قدرات عالية في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم.
وخاض المنتخب الوطني، حتى الآن، ست مباريات تحضيرية، فاز بثلاثة منها وخسر مثلها. وشهد ملعب نهاد نوفل – زوق مكايل، يوم الثلثاء 15 آب، على آخر مباريات المنتخب التحضيرية أمام الجمهور اللبناني، بمواجهة نظيره ساحل العاج، المشارك أيضًا في منافسات كأس العالم ضمن المجموعة السابعة التي تضمّ منتخبات إيران وإسبانيا والبرازيل.
واستطاع المنتخب الإفريقي حسم المباراة لصالحه بفارق 10 نقاط (77-67)، التي شهدت أداء متفاوتًا لرجال الأرز وبيّنت وجود نقاط ضعف عدة عند رجال المدرب جاد الحاج، لعلّ أهمها غياب الانسجام بين اللاعبين المحليين واللاعب المجنّس عمري سبيلمان، الذي يبدو أنه ما يزال يفتقد للجهوزية البدنية اللازمة.
وبعد انتهاء المباراة، كان لموقع “IMLebanon” دردشة مع رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة الأستاذ أكرم الحلبي، للوقوف أكثر على تحضيرات المنتخب والهدف وراء المشاركة في كأس العالم ومستقبل المدرب الوطني جاد الحاج بعد انتهاء البطولة.
وشدد الحلبي على أنّ “الهدف من المباريات التحضيرية ليس تحقيق الفوز إنّما لفسح المجال أمام الجهاز الفني لاكتشاف نقاط الضعف والقوة عند اللاعبين والعمل على تصحيحها”، معتبرًا أنّ “منتخب ساحل العاج من المنتخبات القوية”.
كما لفت الى أنّ “المنتخب الوطني يخوض مرحلة تحضيرية أخيرة في أبو ظبي”، إذ من المقرر أن يواجه منتخبات مصر (17 آب) والمكسيك (18 آب) وفريق جامعة كنساس الأميركية (19 آب).
واوضح الحلبي أنّ “الهدف الأساسي من المشاركة في كأس العالم هو إعطاء صورة جميلة عن كرة السلة اللبنانية”، مؤكدًا أنّ المجموعة التي وقع فيها لبنان ليست بالسهلة أبدًا.
وجدد رئيس الاتحاد اللبناني لكرة السلة التأكيد أنّ تأهل لبنان للمشاركة في البطولة الأهم على الساحة السلوية هو بمثابة “إنجاز في ظل الظروف الصعبة التي تمرّ بها البلاد”، مشيرًا الى أنّ “المنافسة على الساحة العالمية تتطلب “ورشة طويلة” تبدأ بتحسين مرحلة الفئات العمرية وصولًا الى تطوير الأجهزة الفنية”.
وعن إعلان مدرب المنتخب الوطني جاد الحاج نيّته الاستقالة في حال فشل منتخب الأرز بالتأهل الى الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في تاريخه، قال الحلبي: “الاتحاد متمسك بجاد الحاج ولن نتخلى عنه إذ لدينا خطة طويلة الأمد معه”.
في المقابل، طالب صانع ألعاب منتخب لبنان جاد خليل، الجمهور اللبناني بـ”مساندة اللاعبين مهما كانت النتائج لأنها تجربة جديدة يعيشها كافة أفراد المنتخب، وقد لا تتكرر”.
وبالعودة الى المباراة أمام ساحل العاج، اعتبر خليل في حديث لـ “IMLebanon” أنها “المباراة الأولى الجديّة للمنتخب للوقوف على جهوزية اللاعبين ومعرفة الأخطاء”، مشددا على أنّ “الأخطاء التي ارتكبت خلال المباراة “بسيطة” ولدينا فرصة لتصحيحها في معسكر أبو ظبي للوصول الى كأس العالم بأفضل طريقة ممكنة”.
مما لا شكّ فيه، أن النجاح الباهر الذي حققه منتخب الأرز في بطولة آسيا في الصيف الفائت وحلوله وصيفًا أمام المنتخب الأسترالي رفع من توقعات الجمهور اللبناني معوّلًا على قدرة رجال الأرز على تحقيق مفاجأة في منافسات كأس العالم بقيادة نجم المنتخب الأول وصانع ألعابه وائل عرقجي.
لكنّ منتخب لبنان يعاني من إصابات مؤثرة في صفوفه، من شأنها أن تؤثر على تركيبته التي عمل على صنعها المدرب جاد الحاج على مدار عامين، تتمثل بإصابة اللاعبين إيلي شمعون واللاعب المحترف في الولايات المتحدة يوسف خياط، مع وجود إمكانية أيضًا لغياب القناص أمير سعود بعد تجدد إصابته (القرار النهائي سيُتخذ يوم 22 آب).
إذًا، مهمّة منتخب لبنان ليست سهلة أبدًا لكنّ المؤكد أنّ مشاركته في كأس العالم لن تكون “نزهة” فاللاعبون عازمون على إثبات نفسهم على الساحة العالمية وإثبات تقدّم مستوى كرة السلة في لبنان.
وفي الختام، لا يسعنا إلّا التمني على الجمهور اللبناني بتشجيع رجال الأرز حتى الرمق الأخير، مثلما يطالب هو أيضًا اللاعبين بضرورة بذل أقصى جهد لديهم في تمثيل وطنهم. فهل نشهد على مفاجأة شبيهة بالأعوام 2006 و2010؟ وهل يستطيع رجال المدرب جاد الحاج التأهل الى الألعاب الأولمبية للمرة الأولى في تاريخ المنتخب اللبناني؟
أسئلة ننتظر الأجوبة عنها بدءًا من يوم 25 آب وحتى انتهاء منافسات كأس العالم في 10 أيلول.