كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
كما بات معلوما، وجّه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان رسالة الى النواب اللبنانيين مطلع الاسبوع، طرح في متنها عليهم سؤالين بهدف التحضير للقاء أيلول الذي يعتزم الدعوة اليه اثر عودته الى بيروت الشهر المقبل. السؤالان هما: ما هي بالنسبة لفريقكم السياسي، المشاريع ذات الاولوية المتعلقة بولاية رئيس الجمهورية خلال السنوات الست المقبلة؟ ما هي الصفات والكفاءات التي يجدر برئيس الجمهورية المستقبلي التحلي بها من أجل الاضطلاع بهذه المشاريع؟
وشدد لودريان في ختام رسالته على أهمية تحديد نقاط الالتقاء بين القوى اللبنانية لبلورة حلول توافقية تتيح الخروج من الشغور.
لكن بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن لقاء العمل الذي يقترحه الموفد الفرنسي، من غير المحسوم بعد أنه سينعقد، ليس فقط بسبب عدم حماسة القوى المعارضة، له، كما اوحى بيانها المشترك امس، بل ايضا بفعل اصرار حزب الله والتيار الوطني الحر على تحقيق خرق رئاسي، في الحوار الدائر بينهما اليوم، يسبق عودة لودريان.
فوفق المصادر، الحوار يحصل بوتيرة سريعة ومكثّفة بين حليفي “مار مخايل” في الكواليس، وثمة رغبة مشتركة بالتوصل الى تفاهم وبأن يُبصر هذا التفاهم النور في مهلة لا تتجاوز منتصف ايلول المقبل، حيث ان حزب الله لن يعطي الاتصالات الجارية مدة زمنية مفتوحة بل وضع لها سقفا محددا.
حتى ان الضاحية، تتابع المصادر، تجري اليوم سلسلة مشاورات بعيدا من الاضواء، مع حلفائها وابرزهم عين التينة، لاقناعها بالسير بطلبات الفريق البرتقالي (اللامركزية الادارية والمالية، والصندوق السيادي) للفوز في المقابل بأصوات التيار الوطني الحر الانتخابية لصالح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وقد قال الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مساء الاثنين: الحوار مع التيار جدي وإيجابي وهو يحتاج إلى بعض الوقت كونه يحتاج للتشاور مع بعض القوى السياسية.
وتقضي خطة الحزب، بأن يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة انتخاب مطلع ايلول المقبل، فور تصاعد الدخان الابيض وإنجاز الاتفاق – الصفقة بين التيار الوطني وحزب الله.
في عود على بدء، واذا ما حصل هذا السيناريو وانقلبت الموازين النيابية القائمة اليوم، واصبحت لصالح فرنجية – وإن كان سيبقى محتاجا الى عدد من الاصوات ليحقق سكور الـ85 – فإن الاوراق ستختلط بقوة فوق الطاولة، وحوار لودريان قد لا يحصل، تختم المصادر.