كتبت يولا هاشم في “المركزية”:
يشكل بيان قوى المعارضة في مجلس النواب الذي صدر أخيرا متضمنا تسع نقاط ومذيلاً بتوقيع 31 نائباً، جواب هذه القوى على سؤالي الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان اللذين وجههما من خلال السفارة الفرنسية في بيروت الى ٣٨ نائبا في البرلمان اللبناني.
ورأى الكثير من النواب في رسالة لودريان إهانة رافضين أسلوب التعاطي الفرنسي وصيغه. فهل هذا يعني فشل مهمّة لودريان. وكيف ستواجهه المعارضة عندما سيزور لبنان؟
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم يؤكد لـ”المركزية” ان “التكتل بصدد الاجتماع في اليومين المقبلين للتباحث حول كيفية مقاربة زيارة لودريان، لأن المسألة تخصّ أيضاً رئيس التكتل ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، وذلك بهدف اتخاذ القرار معا والنظر في كيفية مقاربة مسؤول فرنسي كبير في دولة كبيرة تحب لبنان وتهتم بشعبه، وللتشاور حول ما اذا كانت هذه المقاربة او المبادرة التي قام بها الفرنسيون خاطئة. وإن كانت كذلك، فهذا لا يعني ان فرنسا لا تكترث للبنان وشعبه، وعلينا بالتالي ان نحترم دائما هذا الموضوع”.
ويضيف: “لدينا آراء سنطرحها في هذا الاجتماع لنرى كيف سنقارب زيارة لودريان. اما المبادرة بحدّ ذاتها، فهي لن تأتي بأي نتيجة، لأن لا مجال للتفاهم او التسوية مع فريق الممانعة حول اي امر، خاصة وأنه يعتبر ان هذا البلد يأتمر بأمره ومرهون لرصيده، وبأن كل اللبنانيين يعملون لاستمراريته، ولا يحترم الشراكة او التبادل في الآراء ويخوّن عندما يقول له احد انه مخطئ. لذلك لا مجال للتفاهم مع هذا الفريق على اي امر او تسوية. فإما ان يخضع للديمقراطية والشراكة وحياد لبنان، وإلا فليتحمّل بنفسه مسؤولية الوضع المزري الذي وصل إليه لبنان وشعبه، ولن نتشارك معه في تحمل هذه المسألة، لأننا على مدى سنوات قلنا له بأن سياسته ستؤدي بلبنان الى الانهيار، فلم يكن يستجيب وما زال مستمرا بتصرفاته الأمنية الميدانية. من هذا المنطلق، نعتبر ان هذا الفريق فاشل وافشل لبنان واسقطه ولا مجال للتفاهم معه”.
وعن المطالبة بإضافة بند رفع الاحتلال الايراني عن لبنان في بيان المعارضة يجيب كرم: “هذه تعابير يختلف البعض في كيفية اطلاقها وبأي اسلوب، لكن الاساس ان هناك تدخلاً ايرانياً، وحزب الله لا يمثل اللبنانيين بل هو ذراع امنية عسكرية ايرانية لنشر مشروع الثورة الاسلامية الايرانية في المنطقة، وقد أدّى هذا الفريق وهذه الثورة الى تدمير الشعب العراقي والسوري واللبناني، وقضى على كل ما كان ايجابياً او جيداً في المنطقة وكأن هذا الحزب يخدم عدو هذه الشعوب”.
وعما إذا كانت المعارضة بصدد قيام جبهة سياسية موحّدة يقول: “هي واحدة من الأفكار التي تُطرَح لتنظيم هذه المسألة”.
من جهته، يؤكد النائب بلال الحشيمي لـ”المركزية” ان “البيان بحدّ ذاته رد على أسئلة لودريان. هذه الاسئلة طُرِحت في اجتماع في الدوحة وتم توضيحها وصدرت فيها مقررات. وفي النهاية، المعارضة تتبنى في بيانها مقررات اللجنة الخماسية”.
هل فشلت مهمة لودريان وفشل الحوار المرتقب في ايلول، يجيب: “لا نقول انها فشلت، لكن على لودريان ان يغيّر طريقته، لأننا لسنا من يُعطل، بل بالعكس مستمرون في حضور الجلسات لانتخاب رئيس ونطالب بجلسات انتخاب متتالية، ولكن علينا ان نعرف ما يريده الفريق الآخر. وسنسأل لودريان: هل خرج عن مقررات اللجنة الخماسية ام لا، لأن اللجنة واضحة في مواصفات الرئيس والعمل والاصلاح وقرارات الامم المتحدة؟ أم أنه يريد ان يسمع منا لأن هناك ربما عدم ثقة بالكلام، ويريد ذلك خطيا. بات هناك عدم ثقة، حتى السفيرة الفرنسية آن غريو في اليوم الوطني الفرنسي لمّحت الى ذلك واعتبرت ان لبنان بأكمله فشل جراء السياسات المتبعة وكانت حادة جدا في كلامها. فهل يعتبر لودريان ان الجواب المكتوب أفضل من الكلام الشفهي؟ كما نريد ان نسأله عن السبب في ارسال رسالة كهذه؟”.
وعن تأسيس جبهة موحدة، يقول الحشيمي: “نتمنى ان نتوسع لنصبح جبهة. وهذا مطلوب كي نكون أقوى ويكون عملنا ممنهجاً. في النهاية، نريد ان نسعى لمعالجة الأزمة الخانقة، وان يكون لبنان بلداً محايداً ونحافظ على شعبه، وان نبني على مقررات اللجنة الخماسية لأنها تعطينا نتيجة افضل”.