كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
ترصد الاوساط السياسية على اختلافها، مآل الحوار الجاري بين التيار الوطني الحر وحزب الله. وبينما افيد ان لقاء مهما لا بل “مفصليا” سيعقد نهاية الاسبوع المنصرم، بين الطرفين، مر “الويك اند” ولم تبرز اي معلومات عن اجتماع حصل، ربما لوجود رئيس التيار النائب جبران باسيل خارج البلاد.
لكن الاكيد، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، هو ان الاتصالات مستمرة بعيدا من الاضواء وان الطرفين جديان في الحوار. وقد قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله امس “انتخاب رئيس للجمهورية هو مدخل ضروري وطبيعي لإعادة انتظام مؤسسات الدولة بما فيها تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات تضع خطط التعافي وتبدأ مسيرة العلاج، وحزب الله مع انتخاب الرئيس اليوم قبل الغد، ولكن هذا يحتاج إلى تعاون مع آخرين، ولدينا مساعٍ في هذا المجال، وهناك حوار مع التيار الوطني الحر، وقد عقدت لقاءات في الأيام القليلة الماضية، ونناقش ورقة قدمها التيار، ولدينا وجهات نظر نتبادلها من أجل الوصول إلى قواسم مشتركة للاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا الحوار نريده أن يصل إلى نتيجة، ونسعى لكي يصل إلى نتيجة، ولدينا مرونة متبادلة في تبادل الآراء والأفكار، وقد يؤسس ذلك لأرضية مشتركة لتوفير النصاب الدستوري والقانوني لانتخاب رئيس متفاهم ومتفق عليه، وهذا يفتح الباب أمام الحلول والمعالجات في المستقبل”.
والاكيد ايضا وفق المصادر، ان التيار – وإن كان لا يزال يبلغ من يعنيهم الامر انه ماض حتى الساعة في تأييده ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور- الا انه، مستعد للانتقال الى ضفة منتخبي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، في حال اعطاه حزب الله ما يطلبه.
هنا، بيت القصيد. فوفق المصادر، المطالب التي يريدها التيار في العلن، باتت معروفة: اللامركزية الادارية والمالية، والصندوق الائتماني. لكن ثمة على ما يبدو، ما هو غير معلن.
فبحسب المصادر، باسيل الذي يعرف جيدا ان الضاحية غير قادرة على تأمين هذين الشرطين له، اقترح على الحزب، افكارا اخرى. هو طرح مثلا، ان يعطيه الحزب تعهدا بأن يدعمه لرئاسة الجمهورية خلفا لفرنجية. وبمجرد ان ينتزع هذا الوعد، هو مستعد للسير برئيس المردة. وافيد ايضا ان باسيل يطلب ابقاء وزارة الطاقة من حصته على سبيل المثال لا الحصر…
في الحالين، الحزب لم يعط باسيل اي جواب بعد، سيما “رئاسيا”، وقد ذكّره، بأن الضاحية، بمفردها وبلا الحلفاء، لا تستطيع ان تضمن اي شيء لأي احد، سيما وان خارطة المجلس ستتغير قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة.
على اي حال، لن يكون سهلا على باسيل ان يبرر لشارعه وللرأي العام ككل، دعمه لفرنجية، من دون ان يحصل على اللامركزية والصندوق، اي ان “الصفقة” العتيدة، اذا حصلت، ستكون مكشوفة بقوة.. فهل الحوار الثنائي سيصل الى هدف؟ ام ان باسيل يريده فقط لشراء الوقت حتى انتهاء ولاية قائد الجيش العماد جوزيف عون؟ وهل يمكن مثلا للحزب، متى شعر ان ساعة الانتخاب دقت، ان يعطي رئيس التيار وعدا ما، من دون ان يكون الوفاء به مضمونا؟!