كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
في وقت تبدو المبادرة الفرنسية تترنح، حيث يواجه اقتراح المبعوث الرئاسي جان ايف لودريان الحواري، صعوبات محلية واقليمية، قد تدفعه الى ارجاء زيارته المقررة في ايلول المقبل، الى بيروت، وفي حين يمضي حوار التيار الوطني الحر وحزب الله قدما حيث يكثر الحديث عن رغبة لدى الاول للسير بمرشح الثاني رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، خاصة اذا انتزع مِن الضاحية مكاسب ووعودا ترضيه، عادت المعارضة الى رفع سقفها، معلنة عزمها على مواجهة وصول مرشح ممانع الى قصر بعبدا.
بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن اقطاب المعارضة كلّهم، متفقون على مواجهة امرٍ واقعٍ رئاسيٍ كهذا، سيما وانه يعني تمديد تخبط البلاد في ازماتها وانهيارها لـ6 سنوات اضافية. لكن ثمة وجهتي نظر تتجاذبان الفريق المعارض.
الاولى، تقودها القوات اللبنانية وتشاركها بها الكتائب اللبنانية. هنا، لا مانع من اللجوء الى كل الوسائل الديمقراطية للتصدي لانتخاب فرنجية، ومن هذه الوسائل، تعطيل نصاب جلسات الانتخاب. الاحد، قال رئيس القوات سمير جعجع “الفريق الآخر لا يملك قوة ديموقراطية لإيصال مرشحه إلى سدة الرئاسة ويصر على وصوله وكأنه يريد منا أن نقوم بالإسهام لإيصاله “غصبا عنا”، وهذا ما لن يحصل أبدا هذه المرة”. واذ اشار الى ان “ما يريده محور الممانعة إما أن يكون الرئيس له أو لا يريد رئيسا”، اكد ان “القوات اللبنانية تريد أن يكون الرئيس للبنان أو لا تريد رئيسا بكل بساطة”.
وتحت هذا السقف العالي ايضا، قال عضو الجمهورية القوية النائب زياد الحواط امس : لن نكون مسهلين لوصول رئيس من محور الممانعة يؤدي الى تمديد الازمة، وندرس كل الخطوات. اما زميله في التكتل النائب نزيه متى، فأكد أن “هناك نية لدى المعارضة للوقوف سدا منيعا أمام مرشح الممانعة في استحقاق رئاسة الجمهورية”. وقال “المواجهة ندية في مجلس النواب، وقادرون على الصمود بوجه تشريع الضرورة و”اليوم صارو يحسبو حساب للمعارضة” داخل المجلس، وبالتالي يجب علينا الوقوف بوجه حزب الله لكي لا يتمكن من تحقيق مآربه، فممنوع وصول رئيس من خط الممانعة”.
اما وجهة النظر الثانية في الفريق المعارض، فتعتبر ان، في حال ضمن مرشحُ 8 آذار الاكثرية كي يصبح رئيسا للجمهورية، فإن الاستمرار في تعطيل النصاب، سيكون صعبا، وسيكون على النواب عاجلا ام آجلا، ان يشاركوا في الجلسات. هذا اذا لم يتمكن فرنجية، اصلا، ومن دون مشاركة النواب المعارضين، من ان يؤمّن النصاب للجلسات، اذ ان عددا من النواب المستقلين والتغييريين، وإن كانوا لن يصوتوا لفرنجية، الا انهم لا يحبّذون خيار مقاطعة الجلسات.
فهل سيتمكن المعارضون من توحيد كلمتهم؟ واذا فعلوا، هل سيتمكنون من الوقوف في وجه اتفاق الحزب – التيار؟ ام ان اي “ديل” من هذا القبيل سيشكّل “محدلة” سياسية رئاسية سيستحيل وقفُها؟!