جاء في “الجمهورية”:
إذا كانت الاعتراضات السياسية قد حكمت على حوار الموفد الفرنسي جان إيف لودريان بالفشل المُسبق، سواء الفشل في الانعقاد، او الفشل في الخروج بتوافق إن انعقد، فإنّ ذلك يفتح على سؤال كبير: ماذا بعد؟ واي مرحلة سيدخلها لبنان ما بعد هذا الفشل؟
لودريان في زيارته الأخيرة، أكد بصراحة مُطلقة أنّ فرصة الحوار هي الاخيرة التي يمكن أن تُتاح أمام لبنان، وتفويتها ستترتّب عليه تداعيات صعبة أقلها أنّ المجتمع الدولي سينصرف عن لبنان، ما يعني ترك هذا البلد لمصيره.
واللافت في هذا السياق، انّ المقاربات السياسية المختلفة لمرحلة ما بعد فشل حوار ايلول، تتقاطَع عند نظرة شديدة السوداوية للواقع اللبناني، وقلقه من «بنك تداعيات سلبية» ستحكم لبنان لفترة طويلة، وتدفع الشعب اللبناني أثماناً باهظة فوق طاقة تحمّله.
وعلى ما تقول مصادر سياسية مسؤولة لـ»الجمهورية»، فإنّها تخشى من واقع مرير ومخيف يتهدّد لبنان على كلّ المستويات، ويلقي باللبنانيين في مهبّ توتّرات وعواصف سياسيّة وأمنيّة واقتصادية ومالية واجتماعية ومعيشية، تطوق الواقع اللبناني بفلتان وفوضى شاملة خارج نطاق السيطرة
واما الضحية الكبرى، فهي رئاسة الجمهورية التي ستطول إقامتها في مربّع الفراغ، حيث أن انتخاب رئيس للجمهورية برغم ضرورته وأولويته، قد يصبح أمرا ثانويًّا جدًّا أمام ما قد يشهده البلد من عواصف ومطبّات.