كتبت نجوى أبي حيدر في “المركزية”:
في توقيت دقيق ولافت، جاء بعد اسبوع بالتمام على حادثة الكحالة، أعلن حزب الله عن احباط هجوم إرهابي في منطقة حي السلم في الضاحية الجنوبية، حيث نفذت “وحدة الحماية” التابعة لحزب الله مداهمة أمنية في المنطقة بحثاً عن شخص سوري ينتمي لتنظيم إرهابي ومتهم بأنه كان قد شارك في الإعداد لتفجيرات السيدة زينب الأخيرة في سوريا. وانتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات للمداهمة، تشير إلى ان هناك مشتبهًا بهم من تنظيم “داعش”، فقبض عناصر حزب الله على البعض منهم فيما رمى شخص آخر نفسه من على الشرفة ما أدى إلى مقتله. وبحسب المعلومات التي جرى التداول بها لدى حزب الله فإن عناصره حدّدوا الإرهابي وسام مازن دلة (23 عاماً)، من بلدة التل في ريف دمشق، وأنه قدم إلى لبنان اخيراً، ودخل بطريقة غير قانونية، وأقام في مبنى في منطقة حي السلم. وخشية أن يكون الإرهابي يحضر لعمل إجرامي وليضمن عدم هروبه، قام بمداهمة المبنى على عجل”.
سيناريو المداهمة الذي ارتسمت حوله علامات استفهام واسعة لا سيما في شأن مكان اقامته في عقر دار حزب الله، عوض مناطق او احياء معروف انها تشكل بيئة حاضنة لمثل هؤلاء، لم يقنع كثر من الفريق المناهض للحزب خصوصا ان كل ما سُرِب في شأن عملية حي السلم جاء من اعلام حزب الله حصرا. فهل ثمة عودة لداعش واستئناف لنشاطها بعد فترة ركود؟
تؤكد مصادر عسكرية لـ”المركزية” ان لا خطر داعشيا بالمعنى المتعارف عليه كمثل تنفيذ عمليات ارهابية في لبنان على غرار تلك التي انتشرت في العقد الماضي لكن ذلك لا يسقط فرضية وجوده او استفاقة خلاياه النائمة في اي لحظة، اذا ما اقتضت مصالح من يحرك التنظيم ذلك. وتكشف ان منذ خمسة اشهر حتى اليوم تم توقيف ثلاثين داعشيا في لبنان ،في مناطق مختلفة شمالا وبقاعا وجنوبا، بينهم عدد لا بأس به ممن شاركوا في الحرب على الجيش في عرسال. وطمأنت الى ان هؤلاء اوقفوا تباعا وعلى مراحل عدة وتم التحقيق معهم ، غير انه لم يثبت ان لدى اي منهم مخططات ارهابية او يسعون الى تنفيذ عمليات تم تكليفهم بها.
المصادر اشارت الى ان مديرية المخابرات في الجيش اللبناني كانت تلقت تقارير في شأن دخول وسام دلة الى لبنان منذ فترة ، الا انها لم تتمكن من تحديد مكان تواجده الذي تبين لاحقا واثر مداهمة الحزب انه في حي السلم حيث اقام لدى صهره وبعض الاقارب.
في المقابل، لم تخف اوساط دبلوماسية غربية استغرابها تصرف الحزب وكأنه الدولة، ضاربا عرض الحائط الاجهزة الامنية والمخابراتية المفترض انها مولجة تنفيذ عمليات دهم مماثلة والقاء القبض على الارهابيين ، اذ يبدو بات يتعاطى في الملفات الامنية كما يحلو له ومن دون تنسيق مع اجهزة الامن،وقد اكتفى بالتنسيق مع الامن السوري، وهو شأن خطير لا يجوز السكوت عنه، وسألت لماذا لم يقدم الحزب معلوماته الامنية الى مديرية المخابرات في الجيش لتداهم “الداعشي” ان كان كذلك عن حق وتؤازر الدورية ان تتطلب الامر، فتبقى العملية تحت ستار الشرعية..
الحزب يحاول، على ما تعتقد الاوساط، اعادة احياء خطر داعش لاستخدامه شمّاعة والهاء اللبنانيين وبيئته المتململة اولا عن الاتهامات المساقة ضده اخيرا من عين ابل الى الكحالة وغيرها من الحوادث التي عبقت بها الساحة اللبنانية وكان الحزب خلفها، فيستخدمه كما “خبرية راجح” ليركزاللبنانيون اهتماماتهم على الخطر الداعشي عوض مهاجمة حزب الله الذي بات مكشوفا ومحرجا امام بيئته نتيجة ممارساته الفوقية.