كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
أثبت قائد الجيش العماد جوزيف عون، مرة جديدة، انه قادر على طمأنة الشعب اللبناني وهواجسه، وقد اعطاه اللبنانيون، مرة جديدة ايضا، بعد حوادث الكحالة الاخيرة، ثقته. فبعد ان رفض اهالي البلدة نهاية الاسبوع الماضي، تسليم ابنائهم الذين تم استدعاؤهم من قبل مخابرات الجيش، خوفا من سياسة الكيل بمكيالين، زاروا اليرزة والتقوا “القائد” الاثنين، فخرجوا من هذا اللقاء عادلين عن قرارهم هذا ومبدّلين سلبيتهم بايجابية.
ما سمعوه من “الجنرال” وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، كان مطمئنا. فقد استقبل العماد عون وفدًا من أهالي بلدة الكحالة في حضور مدير المخابرات، وتم تداول شؤون البلدة وما حصل فيها، إضافة إلى هواجس أبنائها. وأشاد أعضاء الوفد بدور الجيش خلال المرحلة الراهنة، مؤكدين “أهمية العلاقة التاريخية بين البلدة والمؤسسة العسكرية، والحرص على استمرار هذه العلاقة المبنية على الاحترام، ومتابعة الملف قضائيًّا”. هذا ما اعلنته قيادة الجيش، قبل ان يصدر عن بلدية وأبناء الكحالة وفاعلياتها بيان يؤكد الاجواء الايجابية هذه، جاء فيه: عقدت لجنة المتابعة اجتماعها لمناقشة الاجتماع الذي عُقد مع قائد الجيش في حضور مدير المخابرات، وبعد التوضيحات التي حصل عليها الوفد وبعد التداول وتسهيلاً لمسار التحقيق الذي نطالب به سيحضر الشبّان المعنيون للإدلاء بإفادتهم كشهود.
بدوره، أشار مختار الكحالة عبدو أبو خليل، إلى أنّ “زيارة وفد الكحالة لقائد الجيش، كانت للتّعبير عن الهواجس التي تراود أهالي الكحالة نتيجة الأحداث الأخيرة”. وأكّد، في تصريح إذاعي، أنّ “أهل الكحالة يريدون التّحقيق، وهم مستعدّون للتّعاون لجهة المثول أمام الجهات المختصّة، بهدف تحقيق العدالة”، معبّرًا عن ارتياح الوفد “لتعاطي الجيش مع الواقع”. وشدّد على “ثقة أهالي الكحالة بحكمة الجيش ودوره في الحفاظ على الأمن وسلامة المواطنين”.
البلدة، محضت المؤسسة العسكرية اذا ثقتها، وارتاحت الى ما سمعته من قائد الجيش، ما يضيء مرة اضافية على دورها الجامع، وعلى أداء قائد الجيش، القادر على طمأنة اللبنانيين.
في اليوم ذاته، زار وفد نيابي من قوى المعارضة، اليرزة، وعرض ايضا مع العماد عون لملفات امنية عديدة، ابرزها، الى تطورات الكحالة، جريمة عين ابل وقضية حوادث خلدة. وهنا ايضا، استمع “المعارضون” الى شروحات المؤسسة العسكرية كما جددوا ثقتهم بها، تتابع المصادر، في سلوكٍ غير مستغرب، خاصة وانهم لا ينفكون يؤكدون ان السلاح وإمرته، يجب ان يكونا حصرا في يد الجيش اللبناني والقوى الامنية الشرعية.
وبعد، واذا كان السلاح غير الشرعي قسم اللبنانيين، واثار مشاكل في الكحالة وفي خلدة وفي عين ابل، وقبلها في شويا وفي قلب العاصمة بيروت في 7 ايار، وبسببه سالت دماء، فإن الشرعية تُعتبر الملاذ الوحيد لهم والضامن لأمنهم وحمايتهم ووحدتهم واستقرارهم..
واذا كان يراد من هذه الحوادث تلطيخ صورة المؤسسة العسكرية وقائدها وتشويهها وتأليب الرأي العام الشعبي والسياسي المؤيد لها، ضدها، فإن هذه المحاولة تم احباطها وخنقها في المهد، وفق المصادر.
ويبقى السؤال “هل يمكن للبنان ان يرى قريبا المؤسسة العسكرية تتحوّل، كما في كل دول العالم، الجهة الوحيدة الممسكة بأراضيها وحدودها والسيادة؟ ام ستبقى الدويلة اقوى تاركة لبنان ساحة واللبنانيين مشاريع قتلى “مع وقف التنفيذ”؟