Site icon IMLebanon

المنظومة تتناتش النفط قبل استخراجه: المعارضة مستنفرة؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

في وقت يتطلع اللبنانيون الى البحر والى البلوك رقم 9 تحديدا، معوّلين على ان يحمل اليهم في الاشهر المقبلة، نفطا وغازا يعيد اليهم الامل بامكانية الخروج من ازماتهم الاقتصادية والمالية والمعيشية الآخذة في الاشتداد منذ العام 2019، موصلة اياهم الى واحد من أسوأ الانهيارات التي تشهدها اقتصادات العالم في القرن الماضي، يتصارع اهل المنظومة على “أبوّة” انجاز الحفر في البلوك النفطي، قبل حتى ان تتبين حقيقة ما يختزنه او لا يختزنه من ثروات.

هذا الواقع، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” يحبط الامال الشعبية ويقضي عليها باكرا جدا، فحتى لو كان بحرنا يخبئ لنا غازا ونفطا، سلوكُ المنظومة، وتعاطيها مع هذا الملف، لا يبشران بالخير، بل يوحيان – كي لا نقول يؤكدان – ان هذه الثروة لن تصل الى جيوب اللبنانيين ولا الى اقتصادهم أو خزينتهم، بل ستبقى غارقة في البحر او متعثرة وعالقة، الى ان يحصل كل واحد من هؤلاء على حصّته منها و”إلا عمرا ما تكون”!

رئيس مجلس النواب نبيه بري ذكّر بدوره في الوصول الى التنقيب، وقال من على “المنصة” الثلثاء: في هذه العتمة يأتي يوم فرح عملت له سنوات طوال الى أن كان إتفاق الإطار الذي أعلنته من عين التينة بتاريخ الأول من تشرين الأول عام ٢٠٢٠. وأتوجه الى الباري عز وجل ألا تنقضي بضعة أشهر إلا ويمن على لبنان بدفق من كرمه، مما يشكل بداية لإزاحة الأزمة الإقتصادية التي يعيشها لبنان وشعبه وكذلك بتوافق اللبنانيين.

الرد عليه وعلى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي اللذين تفقدا المنصة معا، لم يتأخر من قِبل الفريق البرتقالي. فمساء الثلثاء، قال رئيس التيار جبران باسيل في عشاء التيار في كسروان “كل مورد وثروة بالبلد هي أمانة برقبتنا. النفط والغاز أمانتنا وحافظنا عليها لليوم، ولن نتركها بأيادي الذين منعوها عقوداً من الزمن وعرقلوها سنيناً من حياتنا، وأوقفوا مراسيمها أربع سنوات من أيّامنا، وأهدروا الفرصة علينا بوقتها، واليوم ها هم يركضون ليتصوّروا بالهليكوبتر! كنا نقول لهم: اتركونا نبني، معمل الكهرباء، ومحطّة الغاز وسد المياه، وروحوا تصوروا واعملوا التدشين، لكن اتركونا نشتغل! أمّا أنكم تمنعونا وتتصوّروا، “إي الله ما قالها!” لذا، سنبقى نقاتلكم قتال المناضلين حتى نسقّط كل منظومتكم، وكما كان سقوط أمين صندوقكم المالي عظيماً، سيكون سقوطكم، يا أبناء المنظومة، حتمياً، وسيكون انتصاركم، يا ابناء التيار، حتمياً”.

اما الرئيس السابق ميشال عون، فقال في المناسبة عينها: النائب جبران باسيل “هو من قام بالبحث عن النفط وحدد الخريطة مع الدول النرويجية وهي أول دول وجدت أن هناك نفطًا في البحر، وقام بعدها بطرح موضوع استدراج المتعهدين”، مشيرًا الى أنه كان ينقص اقرار مرسومين وتقدمت حوالي 56 شركة نفط بالعالم ولكن لم ينتهوا من اقرار المرسومين بمجلس الوزراء لمنع باسيل من تلزيمها”. وشرح أنه وبعد وصوله الى رئاسة الجمهورية وضع المرسومين على جدول أعمال أول جلسة لمجلس الوزراء كأول بند وهكذا أقرا وبعدها كلف وزير الطاقة بالتلزيم”، لافتا الى أنه”وقع حادث دفعنا الى ايقاف عملية البحث عن النفط في المنطقة الشمالية وهذه لها قصة أخرى أوصلت للترسيم”.

هم يتصارعون اذا على مَن كان له الدور الاكبر في الوصول الى النفط حتى قبل ان يُستخرج، وكأنهم يتناتشون منذ الآن قالب الجبنة، في سلوك “شبّوا وشابوا” عليه، لم يعد يستغربه احد في الداخل والخارج، وفق المصادر. عليه، فإن الرهان يبقى على الشعب اللبناني وعلى القوى المعارضة للمنظومة، كي تبقى مستنفرة وجاهزة لمواجهة كل مشاريع ابقاء البلاد في فقرها وعجزها، عبر حركة تشريعية ونيابية وقانونية صائبة وعبر التصويت “صح” في الانتخابات النيابية المقبلة…