كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
كان كلام رئيس التيار الوطني الحر “الرئاسي” من كسروان مطلع الاسبوع، حمّال أوجه. فهو عاد الى نغمة “حقوق المسيحيين” وحمايتها ورفض تجاوز ارادتهم، قائلا “من كسروان الجبال والبطاركة والأديرة، انطلقت معركة الحريّة وتحرير الصوت المسيحي من 15 سنة ومسيرة العودة للمؤسسات وللدولة، ومن هذا القضاء أيضًا أوقف العماد ميشال عون مرحلة التسلّط على القرار المسيحي، ووضع حدّا لأوهام البعض بالعيش المنفصل”. وأكّد أنّ “التيار الوطني الحرّ مثلما لم يقبل في الـ 2016، لن يقبل اليوم أن يفرض أحدٌ عليه وعلى المسيحيين رئيسًا مارونيًّا خارجًا عن تمثيله ووجدانه وقناعاته، فإما أن يأتي رئيس من عمق وجداننا وقناعتنا، أو أن تسنّ قوانين واصلاحات أهم منه. والعمل جارٍ اليوم على سنّ قانون لامركزية موسّعة يصحّح الانماء المناطقي، وقانون صندوق ائتماني يصحّح الانماء الوطني، ومع مشروع بناء الدولة يصبح للبنانيين منظومة قوانين ونظام يسمح لهم بالعيش برفاهية وبكرامة وهكذا ينتهي زمن الخدمات السيئة للمواطنين وزمن اللاعدالة فبالجباية واللامساواة وفي الضريبة، وكل من يدفع للدولة حقوقها وخدماتها يحصل منها على الخدمة الجيّدة السوية والعادلة”. ولفت إلى أنّ التيار منع الفتنة في البلد منذ سنة ٢٠٠٦ في حرب تموز، وسيستمر بمنعها، كما في الكحالة”.
ففي خضم حواره مع حزب الله، تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، يبدو باسيل يصوّب على الضاحية، لاغراض شعبوية علّ هذا الخطاب يشد العصب المسيحي ويرفع اسهم “البرتقالي” في الطائفة من جديد. لكن وفق المصادر، في هذا الكلام ايضا، سهام تصيب حزب الله، مِن ضمن القوى السياسية التي هشّمت وهمّشت المسيحيين طوال الحقبة السابقة، وقد اعتبر التيار انه حين قررت الضاحية دعم ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، انتهت هذه الحقبة.
اليوم، التهمة ذاتها جاهزة. هذه رسالة باسيل الى حارة حريك: اذا تم الاتفاق معنا واعطاؤنا ما نريد، لناحية اللامركزية الادارية والمالية، فاننا سنسكت عن عيوب مرشحكم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية خاصة “التمثيلية”.. اما اذا لم تتفقوا معنا، فاننا سنعود الى اتهامكم باستفزاز المسيحيين وتخطيهم. ولم يفت باسيل تذكير الحزب بجميله وافضاله عليه، في حرب تموز وفي الكحالة ايضا، وكأن به يبلغه ان في حال إغضابه التيار، فإنه سيصبح عاريا من اي غطاء مسيحي، مُعترفا بذلك، من حيث يدري او لا يدري، بأن البيئة المسيحية لم تعد “تهضم” تصرّفات حزب الله.
اما في العملي، فإن اخفاق حوار الحزب – التيار، سيعني عودة الثاني الى بحثه عن تقاطعات مع خصوم الحزب، كما حصل ابان التفاهم مع المعارضة على المرشح جهاد ازعور، علما ان الوطني الحر، لا يزال حتى الساعة، يعلن ان ازعور مرشّحه.
فهل تنفع سياسة الضغط والتهديد التي يعتمدها باسيل اليوم، مع الضاحية، لتعطيه ما يريد؟ ام ان سلوكه المُكابر هذا سينفّر الحزب وسيُحبط الحوار، فيصبح التيار معزولا من الضاحية وبعيدا من المعارضة التي لم تعد متحمسة لاي تقاطع جديد معه بعد ادائه او “مناورته” الانتخابية الاخيرة؟