كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
بقدر ما قد يكون لمعان الجلد غير مُريح، إلّا أنّ التعرّق نتيجة ممارسة الرياضة له فوائد صحّية كبيرة. كذلك يمكن زيادة مستوى العرق بعيداً من بذل أي مجهود بدني من خلال الجلوس في غرفة السونا أو البخار.
إلى جانب التحكّم في حرارة الجسم، يمكن استمداد منافع صحّية عديدة عند التعرّق في غرف السونا والبخار.
ولمعرفة الفارق بين الاثنين، قال طبيب الأسرة سامويل ماتيس، من تكساس، إنّ «السونا والبخار عبارة عن غرف مصمّمة لخلق بيئة ساخنة، ما يسبّب التعرّق ويرفع درجة حرارة الجسم الأساسية. أمّا الاختلاف بينهما فيرتبط تحديداً بالحرارة والرطوبة. تتراوح درجة حرارة السونا عادةً بين 150 إلى 200 درجة فهرنهايت مع نسبة رطوبة نحو 10 في المئة، في حين أنّ حرارة غرفة البخار تبلغ 110 درجات فهرنهايت تقريباً مع رطوبة بنسبة 100 في المئة. وبالتالي فإنّ السونا تخلق حرارة جافة، في حين أنّ غرفة البخار تخلق جوّاً رطباً ومُبخراً. توفّر كل من هاتين التقنيتين السخونة للجسم بأكمله، لكنّ ذلك يتمّ بطرق مختلفة، وهو ما يغيّر قليلاً الفوائد».
وشرح ماتيس أنّ «حمّامات السونا تجعل الشخص يتعرّق أكثر من غرف البخار. ومن فوائد التعرّق غير المعروفة هي أنّه يطرد الكولسترول من الجسم، ولذلك أظهرت الأبحاث أنّ استخدام السونا بانتظام يحسّن صحّة القلب والأوعية الدموية. وتشمل الفوائد المختلفة للسونا تقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وتحسين المناعة ضدّ العدوى الشائعة مثل نزلات البرد أو الانفلونزا. كذلك بيّنت دراسات كثيرة أنّ السونا قد تساعد في علاج بعض الأمراض الجلدية وكذلك الصداع والتهاب المفاصل. فضلاً عن أنّها تقلّل من التوتر، وتحسّن الاسترخاء، وتدعم خسارة الوزن. ومع ذلك، فإنّ غالبية هذه الفوائد تأتي من الجمع بين استخدام السونا والالتزام بخيارات نمط الحياة الصحّية الأخرى».
وبالنسبة إلى غرف البخار، قال د. ماتيس إنّها «تعمل بشكلٍ مشابه للسونا من حيث خلق بيئة ساخنة، غير أنّ إضافة البخار تُحدث فارقاً في المنافع. في الواقع، إنّ الإنسان لا يتعرّق كثيراً في غرفة البخار، رغم الشعور بذلك بسبب قطرات المياه الناتجة من البخار المتكثف على الجلد. إنّ قطرات المياه تحجب العرق وتمنع الجسم من تبريد نفسه. نتيجة ذلك، إنّ غرف البخار ترفع درجة حرارة الجسم الأساسية بسرعة أكبر مما تفعله السونا. ومن فوائد حدوث هذا الأمر هو زيادة تنشيط بروتينات الصدمة الحرارية التي تخفّض الالتهاب ومعدل ضغط الدم. ومن ناحية أخرى، يبدو أنّ غرف البخار تعمل بشكلٍ أفضل لتخفيف آلام المفاصل، وتحسين الدورة الدموية، وقد تكون أكثر فعالية في علاج مشكلات الجلد. كذلك ثبُت أنّها تساهم في تهدئة احتقان الجيوب الأنفية ومشكلات التنفس بسبب الهواء الدافئ والرطب».
ووفق د. ماتيس، «تُعتبر كل من غرف السونا والبخار مفيدة لكم. قد تكون السونا أفضل قليلاً لخفض الكولسترول، في حين أنّ الثانية قد تكون أفضل لتقليل أوجاع العضلات. بشكلٍ عام، هناك دلائل علمية للسونا أكثر من غرف البخار، كما أنّ المخاطر المُحتملة المرتبطة بالسونا أقل مما هي عليه في البخار».
وتابع: «إنّ إضافة البخار تخلق بيئة أكثر عرضة لنمو البكتيريا والفطريات. كما أنّ العديد من الأشخاص لا يدركون حجم تعرّضهم للسخونة في غرفة البخار، وقد يبقون لفترة أطول مما ينبغي. من منظور المخاطر الصحّية، ربما تكون السونا الأفضل».
وأوصى أخيراً بـ»شرب الكثير من المياه قبل دخول غرف السونا أو البخار، وخلالها، وبعدها. كذلك يجب عدم البقاء فيها لأكثر من 15 إلى 20 دقيقة كحدّ أقصى».
يُذكر أنّ الأشخاص الذين عليهم الحذر أو عدم استخدام غرف السونا والبخار هم مَن لديهم تاريخ من أمراض القلب، ويعانون بانتظام من آلام الصدر، أو الربو، أو أمراض التنفس الأخرى، أو الصرع، أو حتى الحوامل.