كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
اتخذت مشكلة النفايات في منطقة صيدا منحى جديداً ومختلفاً عن السابق، إذ تولّدت قناعة لدى رؤساء البلديات بضرورة اجتراح الحلول الموقتة وطويلة الأمد من أجل معالجة تراكمها في الشوارع الرئيسية والفرعية والأحياء وبين المنازل. وجاءت هذه القناعة بعد تراجع آمالهم بقبض المستحقات المالية من الصندوق البلدي المستقلّ منذ ثلاث سنوات والعجز المالي الذي تعاني منه ودفعت البعض إلى الاستقالة أو الاعتكاف الضمني، أو الوقوف موقف المتفرّج، أو العمل بقدر المستطاع وفق الإمكانات المتوفرة أو إطلاق المبادرات الفردية أو الجماعية وفق ما يجري حالياً مع حملة «الأوفياء لصيدا» وتضمّ نحو 250 تاجراً ورجل أعمال.
وقالت مصادر بلدية «نداء الوطن»: «اللافت في مشكلة النفايات تجاوز التخلص منها عبر إلقائها في بلدات أخرى أو أحياء مجاورة لتفادي الروائح الكريهة والقوارض، إلى قيام بعض البلديات بسحب الحاويات الحديدية لمنع رميها فيها من الخارج، أو بعض السكان بمنع رميها قرب منازلهم كما جرت العادة لكثرتها، ممّا أثار غضب أبناء البلدة أنفسهم واستياءهم وتساؤلاتهم في كيفية التخلص من نفاياتهم المنزلية».
وأشارت الى «أن بعض السكان في المباني المجاورة بدأوا يتّفقون مع عامل تنظيفات يملك حافلة صغيرة أو «توك توك» لرفع نفاياتهم ونقلها من الحي الى منطقة أخرى والتخلص منها بأي طريقة مقابل بدل مادي يومي، ما أدّى إلى تناسل مشكلة أخرى تمثّلت بجمعها في مناطق بعيدة نسبياً عن التجمّعات السكنية وفق ما جرى في أحدى البور في عبرا وقد تراكمت فيها أطنان النفايات لأكثر من شهر». وفيما تمضي حملة «الأوفياء لصيدا» في مبادرتها الجماعية بإشراف الحاج فادي الكيلاني في رفع النفايات ونقلها من صيدا يومياً، خطت بلديات مجاورة خطوات إلى الأمام حيث تبذل بلدية البرامية جهوداً جبارة في منع تراكم النفايات في شوارعها وأحيائها، ويقول رئيس البلدية جورج سعد لـ»نداء الوطن»: «نعاني من صعوبات مالية كبيرة ولكننا ماضون برفع النفايات قدر المستطاع على نفقتنا الخاصة وبهمّة ومساعدة بعض المتبرعين من أبناء البلدة والمقيمين.
المشكلة ما زالت تحت السيطرة، و»المشكلة الأكبر تتمثل في رمي النفايات خارج حدود البلدة ما يزيد النفقات». وفي بلدة الهلالية، باشرت حملة «الأوفياء لصيدا»، وبناء على التفاهم السابق مع رئيس بلدية الهلالية سيمون مخول وبدعم رجل الأعمال مرعي أبو مرعي، عملها برفع ونقل النفايات من البلدة مع كنس شوارعها وذلك ضمن صندوق مالي مستقل مخصص للبلدة وبإدارة الحملة.
ووفق التفاهم، فإنه سيتم بداية جمع التبرعات من المحال والمؤسسات والتجار ورجال الأعمال والعيادات والأطباء وأصحاب الفيلات ضمن حدود البلدة الجغرافية، على أن يشمل التحصيل باقي سكان البلدة لدعم الصندوق المخصص لها وليس المخصص لحملة «الأوفياء لصيدا»، ما ترك ارتياحاً لدى أبناء البلدة.