IMLebanon

ما مفهوم “الحزب” لـ”الانقاذ”؟!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

أكد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق “أننا نسعى بكل ما أوتينا من قدرة لإيجاد الحلول السياسية والاقتصادية والانمائية المختلفة، والآخرون يعرقلون كل مسار للتوافق والحوار وأي انجاز وطني”. واعتبر “أن الفريق الآخر يريد من خلال رفع شعار المواجهة، أن ينتخب رئيساً للجمهورية يكون جسراً للمواجهة الداخلية، ونحن نريد انتخاب رئيس للجمهورية يكون جسراً لانقاذ البلد والخروج من الأزمات، وهم برفع شعار المواجهة، يعبّرون عن أحقاد دفينة وهوس باستدعاء الفتنة من خلال التحريض والتوتير”. ورأى قاووق “أن لبنان في هذه المرحلة الحساسة، بحاجة إلى مشروع إنقاذي، وإلى كل ما يساعد اللبنانيين على تخفيف معاناتهم، ولذلك نعتبر أن بدء التنقيب عن النفط والغاز في حقل قانا، يعطي لبنان قوة اقتصادية، ويمنحه الآمال الغنية للخروج من الازمة”.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن مفهوم “الانقاذ” لدى حزب الله بحاجة الى شرح وتفسير مِن قِبله، للرأي العام السياسي والشعبي اللبناني. ففي منظار الطرف المُعارض له، الانقاذُ لن يتحقق على يد رئيس ينتمي الى الفريق السياسي اللبناني والى الخط الاستراتيجي الاقليمي، ذاته، الذي تحكّم بلبنان وبرئاسته الاولى ضمنا، في السنوات الماضية، وهي الحقبة الزمنية التي شهدت الانهيار الاقتصادي والمالي والسيادي والاقتصادي… ففي العلوم والمنطق وفي طبيعة الامور، لا يمكن للمكونات ذاتها، ان تُعطي نتائج ونكهات مختلفة. اي انه، وبشكل اوضح “مَن خربها لا يمكن ان يصلحها”.

عليه، هل يرى حزب الله ان التجربة في السنوات الماضية كانت ناجحة ومشجعة، ويجب بالتالي تكرارها والتمديد لها؟

هذا السؤال يحتاج الى رد موضوعي منطقي من قِبل حزب الله. لكن الامر يختلف، اذا كان الحزب، حين يتحدث عن “الانقاذ”، يقصد تعويم نفسه وحمايةَ ظهره ومصالحه ومصالح محوره الاقليمي. عندها، يمكن فهم ما يقصده بـ”الانقاذ”. فالرئيس الذي يريد الحزب انتخابه، اي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، محسوب في شكل كامل ونافر، على محور الممانعة، وهو جزء من فريق سياسي في البلاد يقف على طرف نقيض وعلى خصومة واضحة مع فريق آخر. بالتالي، كيف يمكن ان يشكّل جسرا للانقاذ، إن كان سلفا، لن يتمكّن مِن التعاون مع شريحة واسعة من القوى السياسية اللبنانية؟

واذا كان الحزب يريد الانقاذ فعلا، عليه اولا، ان يقبل بالتنازل لا لصالح رئيس من الخط الآخر في البلاد، بل أقلّه لصالح رئيس قادر على الجمع وعلى الحوار والتنسيق والتعاون مع الجميع، وقادر ايضا على التواصل مع المجتمع الدولي ومع الاشقاء العرب. والكل يعرف ان رئيسا مِن 8 آذار لن يتمكّن من القيام بهذه المهمة. فمهما كانت علاقاته “الشخصية” جيدة بالعواصم، الا ان لونَه السياسي النافر، لن يُسعفه في “الخرق” خارجيا ولا في الفوز بثقته ودعمه الذي يحتاج اليه لبنان الغارق في انهيار غير مسبوق.

سلوكُ الحزب و”أداؤه” يؤكدان اكثر يوما بعد يوم انه يريد رئيسا يحمي ظهر المقاومة وسلاحها. أما المصلحةُ اللبنانية وإنقاذها، فثانويةٌ بالنسبة اليه.