جاء في “نداء الوطن”:
فشل ليل أمس الأربعاء مجلس الأمن في الموافقة على قرار يمدد ولاية عمل الـ”يونيفيل” في جنوب لبنان عاماً اضافياً. وقرر العودة الى مناقشة موضوع الـ”يونيفيل” اليوم وهو الأخير في عمل القوة الدولية التي ينتهي تفويضها في نهاية آب الجاري. وكان المجلس حاول على مدى جلستين قبل الظهر وبعده بتوقيت نيويورك إقرار التمديد، لكن من دون نتيجة. وسيكون موعد الجلسة الجديدة الخامسة عصر اليوم بتوقيت بيروت. علماً أن وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب غادر الولايات المتحدة عائداً الى لبنان.
ما هي المعطيات التي أرجأت جلسة مجلس الأمن خمس ساعات لبت قرار تمديد ولاية الـ”يونيفيل”؟
وفقاً للمعلومات التي تواترت من نيويورك والتي حصلت عليها “نداء الوطن”، كان التركيز في أروقة مجلس الأمن على الفقرة التي وردت في قرار المجلس العام الماضي في ما خص الـ”اليونيفيل”، وتنص على الآتي: “يعيد التأكيد أن القوة الموقتة أي الـ”يونيفيل” بموجب الاتفاق المتعلّق بمركز قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان المبرم بين حكومة لبنان والأمم المتحدة، لا تحتاج الى ترخيص أو إذن مسبق للاضطلاع بالمهمات الموكلة اليها، وأنه مأذون لها بالاضطلاع بعملياتها بصورة مستقلة”. وهنا جرت محاولة إدخال تعديل على هذه الفقرة، عبر المندوب الفرنسي، بحكم أنّ فرنسا “حاملة قلم الصياغة Pen Holder”، في مجلس الأمن، بدورته الحالية. وقضى التعديل الذي اقترحه الجانب اللبناني بإضافة عبارة “مع استمرار التنسيق مع الحكومة اللبنانية”. وأدت هذه الاضافة الى الانقسام في مجلس الأمن حول التمديد للـ”يونيفيل”، إذ أيّد التعديل مندوبو روسيا والصين والبرازيل، بينما عارضه مندوبو الولايات المتحدة ودولة الامارات العربية المتحدة وبريطانيا.
وواكبت هذا الانقسام، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فقالت إن رفض “الحزب” تفويض اليونيفيل هو الأحدث ضمن سلسلة من الأحداث التي تثبت أنّ “الحزب” مهتم بمصالحه ومصالح راعيته إيران. واشارت الى أنّ استقلالية الـ”يونيفيل” وحريّة حركتها، هما عنصران حاسمان للغاية في قدرتها على إنجاز مهمتها.
وأتت تطورات نيويورك مترافقة مع محادثات كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين في بيروت، فإلى جانب لقاءات المبعوث الأميركي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فيّاض، حرص هوكشتاين على إضفاء نكهة خاصة على زيارته تمثلت بظهوره مع السفيرة دوروثي شيا في مقهى بحري في بيروت وزيارة المعالم الأثرية في بعلبك. وبدت هذه النشاطات الخاصة كأنها مرتبطة بطبيعة المهمة الموكلة الى هوكشتاين. فوفقاً لموقع “أكسيوس” الأميركي، “قال مصدر أميركي مطلع إن هوكشتاين سيعمل على تهدئة التوترات على الحدود بين لبنان وإسرائيل”. كما قال مسؤولون إسرائيليون “إنّ بريت ماكغورك، كبير مستشاري بايدن في الشرق الأوسط، وباربرا ليف، كبيرة دبلوماسيي الشرق الأوسط في وزارة الخارجية، التقيا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في نيويورك أول من أمس الثلاثاء وناقشا التوترات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية”.
يذكر أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان أو ما يعرف بقوات الـ”يونيفيل” هي قوات دولية متعددة الجنسيات تابعة للأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب لبنان بعد الحرب الإسرائيلية على لبنان 2006.
وتأسست القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان أي الـ”اليونيفيل” بواسطة مجلس الأمن في آذار عام 1978 للتأكيد على انسحاب دولة إسرائيل من لبنان، واستعادة الأمن والسلام الدوليين ومساعدة الحكومة اللبنانية على استعادة سلطتها الفعالة في المنطقة آنذاك.